ما بين سندان الحرب ومطرقة الظروف الاقتصادية، رفع الطلاب المصريون المقيمون في روسيا مناشدة عاجلة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، باعتبارهم حالة استثنائية، والسماح لهم بتحويل أوراقهم من الجامعات الروسية إلى الجامعات المصرية أو الأهلية دون القيود أو الشروط المقررة. وأطلق الطلاب هاشتاج "السماح لتحويل الطلاب المصريين في روسيا للجامعات المصرية"، معلنين عما يواجهوه من صعاب تمثلت في الحالة الأمنية والاقتصادية التي جعلتهم مهددون بالموت والفصل من الدراسة، وضاقت بهم الأرض بما رحبت متمسكين بأمل واحد، وهو أن تنظر لهم الدولة على أنهم حالة استثنائية لا تنطبق عليهم الشروط. "الشروق" تواصلت مع عدد من الطلاب، لمعرفة تفاصيل أكثر عن حياتهم الحالية في روسيا، والأزمة الاقتصادية التي جعلتهم يتمنون العودة إلى مصر. بدأ الحديث حسام مصطفى، الطالب بكلية طب الأسنان الفرقة الثالثة، قائلاً: "المشكلة من بدايتها إننا هنا في روسيا نعاني من الظروف الاقتصادية والحالة الأمنية"، مضيفاً: "منذ بداية الحرب، كان ينبغي تحويل الطلاب سواء في روسيا أو أوكرانيا، وليس الطلاب المقيمين في أوكرانيا فحسب، وكذلك طلاب الحد الأدنى وهم مستوفي الشروط للالتحاق بالجامعات المصرية الخاصة أو الأهلية". وتابع: "نواجه عبئا كبيرا، ليست الظروف الأمنية فحسب، ولكن الأكثر عبئاً هي الظروف الاقتصادية التي فرضت من توابع الحرب". وأردف: "أنا من الطلاب مستوفي الشروط للالتحاق بالجامعات المصرية، مجموعي في الثانوية العامة 94% سنة 2019، ولكن المشكلة عندما أردت التحويل لجامعة خاصة في مصر، فوجئت بقرار إعادة السنوات الدراسية من العام الأول، وكأن 4 سنوات قضيتها هنا في روسيا كانت هباءً منثوراً، فأتمنى أن يكون هناك حل جذري لأننا أصبحنا حالة استثنائية، والجامعات الروسية لن تتهاون معنا لأنها تتعامل مع الطلاب الأجانب ككل وليس المصريين فقط". وفي ذات السياق، يقول روماني تادرس، الطالب بالفرقة الرابعة كلية طب البشري جامعه استرخان الطبية الحكومية: "أنا أعتقد أن مصر في احتياج للعملة الصعبة أو لأي أموال كاستثمار عموماً، فلماذا لا يتم تحويلنا نظراً للظروف الطارئة إلى الجامعات المصرية أو الأهلية بعد عمل اختبارات للتأكد من أننا مؤهلين دراسيا حتى ندرس في نفس السنة الدراسية في روسيا". وأضاف روماني: "المصاريف حالياً بالنسبة للوضع الاقتصادي في روسيا عالية جداً والجنيه يساوي تقريبا اتنين روبل فقط بعدما كان يساوي أكثر من أربع أضعاف الروبل، وهذا يعني أن كل شيء زاد ثمنه للضعف في روسيا، وأرجو عرض الأمر على المسؤولين في مصر لكي ينظروا إلينا بعين الرحمة". ومن جامعة ألتاي بروسيا، يقول الطالب محسن محمد: "مشكلتي أنا وزملائي في الجامعة، باختصار هي أن مصاريف الجامعة أصبحت 285 ألفا أي ما يعادل 148 ألف جنيه مصري، في حين كنا ندفع 75 ألف جنيه مصري، كما أنني حاولت مع كل الجامعات، ولكن شرط الحد الأدنى للمجموع هو العائق بالنسبة لنا، فما هو الذنب الذي اقترفناه، نحن تعرضنا لشيء لم يكن في الحسبان، فماذا نفعل الآن، نعود إلى مصر ونترك الدراسة ويضيع علينا حلم السنين، وتذهب 3 سنوات قضيناها هنا في الجامعة في روسيا، أم ماذا نفعل، لقد أصبحنا في حالة يرثي لها، ما بين خيارين، إما أن نأتي بالمال من حيث لا ندري أو نتوقف عن الدراسة ويضيع مستقبلنا، إحنا فعلا تعبانين جدا هنا 4000 جنيه مصروف شهري حرام ومش بيكفونا يا دوب بيخلونا ناكل بالعافية وهي وجبة في اليوم". وقالت الطالبة نهال حجازي: "المشكلة التي نواجهها ومعظم زملائي، أنا خريجة ثانوية عامة 2019 علمي علوم بمجموع 92%، وحالياً أدرس بالصف الثالث طب بشري، الوضع هنا غير مستقر من جميع النواحي، أنا أسكن في مدينة ذات طابع حربي وهي مجاورة للعاصمة موسكو، بالأمس تعرضنا لهجوم أوكراني في قاعدة عسكرية التي هي بالأساس لا تبعد عنا، وعلى مدار اليوم كانت الطائرات تحلق ذهابا وإياباً، أي أننا معرضون للموت في أي وقت، وفوق كل ذلك، الأسعار مرتفعة جداً، والجامعة تطالبنا بالمصاريف الدراسية، لقد أصابني الاكتئاب وأصبحت في ضغط نفسي شديد، وكل ذلك جعلني لا أقوى على الدراسة فعقلي أصبح مشتتاً".