صرح باحثون بأن قوة زلزال تشيلي العنيف الذي ضربها مؤخراً حرك مدينة (كونسبسيون) المجاورة لمركز الهزة نحو 10 أقدام نحو الغرب والعاصمة سانتيجو بحوالي 11 بوصة نحو جهة الغرب-شمال غرب. وحركت الهزة العنيفة التي ضربت تشيلي بقوة 8.8 درجة بمقياس ريختر في 27 فبراير الماضي أنحاء من أمريكا الجنوبية بعيداً عن بعضها مثل جزر الفوكلاند وفورت ليزا بالبرازيل. وتم التوصل إلى هذه النتائج عبر قياسات مأخوذة عبر الأقمار الصناعية الدولية لتحديد المواقع قبيل وبعيد الزلزال الهائل من قبل فرق باحثين من جامعة ولاية أوهايو وجامعة هاواي وجامعة ممفيس ومعهد كاليفورنيا للتقنية إلى جانب وكالات أخرى بأمريكا اللاتينية. وتأتي النتائج الأخيرة بعد أن رجح علماء في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) الأسبوع الماضي أن يكون زلزال تشيلي المدمر قد أثر على دوران كوكبنا بشكل قلص معه الأيام التي يتم احتسابها من خلال دورة الأرض حول محورها. وقال العلماء إن هذا التأثير لا يمكن الشعور به ولكنه قابل للقياس عبر الأجهزة المتطورة التي تشير إلى أن أيام الأرض باتت أقصر بما يعادل 1.26 مايكرو ثانية وفقاً لآخر الحسابات علما أن كل مايكرو ثانية تعادل جزء من مليون جزء من الثانية. وبحسب العلماء فإن الزلزال الذي وقع في أعماق الأرض أثر على توزيع كميات الصخور في الطبقات الدنيا وكان له بالتالي انعكاسات على دوران الكوكب. وقال بنجامين فونج شاو خبير (ناسا) في مختبر ميريلاند: كل تحرك يقوم على انتقال كميات كبيرة من المادة في الأرض يؤثر على الدوران. من جهته، استخدم ريتشارد جروس أخصائي الفيزياء الجيولوجية لدى الوكالة الأمريكية أنظمة كمبيوتر متطورة لمحاكاة التأثير الذي خلقه زلزال تشيلي على محور الأرض. وقال جروس أن قوة الزلزال أزاحت المحور الذي هو عبارة عن خط وهمي يمر من القطب الشمالي إلى الجنوبي مسافة ثمانية سنتيمترات عن موقعه السابق وقد أدى ذلك إلى تقصير الأيام. وعلى الرغم من المأساة التي خلفها الزلزال الذي أسفر عن مقتل المئات في تشيلي إلا أن العلماء يرون فيها فرصة سانحة لاكتساب معلومات قيمة فيما بعد الهزة. وقال بن بروكز من كلية المحيطات والأرض والعلوم والتكنولوجيا بجامعة هاواي: يمكننا الجزم بأن هزة (مولي) سوف تصبح واحدة من أهم الهزات الهائلة التي جرت دراستها حتى اللحظة إن لم تكن أهمها على الإطلاق ويضيف لدينا الآن المعدات الحديثة والدقيقة لتقييم مثل هذه الأحداث.