نعى عدد كبير من الأدباء والمثقفون الصحفي محمد أبو الغيط، الذي توفي اليوم الاثنين، بعد معاناة مع مرض السرطان ودخوله في غيبوبة داخل أحد مستشفيات لندن. وعبرالأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد، عن حزنه الشديد لرحيل أبو الغيط، قائلا: "يوم حزين. كنت أعرف مما يكتبه محمد أنه لا نجاة مما أصابه إلا بالخروج إلى النهار لكن رغم ذك فصدمتي كبيرة في رحيلك يامحمد". وأضاف عبد المجيد، عبر صفحته على الفيسبوك: "ارتحت حقا من الآلام لكنك تركت وراءك فراغا كبيرا مذهلا في الصحافة والفكر والأدب. نم في سلام أيها العابر وخالص العزاء لأسرتك وللصحافة الحقيقية والمفكرون والأدباء". الروائية نورا ناجي، قالت: "اللهمّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصابرين الذين يوفّون أجورهم بغير حسابٍ.. أنا حزينة أوي.. بس بنصبر نفسنا أنك ارتحت، الله يصبر قلب حبايبك، حزن كبير أوي والله ولا حول ولا قوة إلا بالله". وفي سياق متصل، أضاف الكاتب والناقد سيد محمود: "أبو الغيط قادم أيها الضوء، ألف رحمة ونور، ولأن الله رحيم فقد ترفق به وبأهله وستبقى صرخته التي نبهتنا إليه (الفقراء أولا)". الكاتب هشام أصلان، عبر عن ألمه برحيل الصحفي الاستقصائي محمد أبو الغيط، ونشر على صفحته الشحصية مقطع من قصيدة للشاعر أمل دنقل جاء بها "وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس في كل مدينة". وتابع أصلان: "محمد أبو الغيط، أسطورة اكتملت الآن يا صديقي المدهش، أسطورة حقيقية وخالدة". وفي السياق ذاته، أضاف الإعلامي محمود سعد: "يا ابني الحبيب الغالي.. سوف أتكلم عنك وأحكي.. ولكن الآن وأنت تغادر إلى الضوء كما قلت.. أذكر الكل أن هذا الجميل الذي رحل كان شعاره: الفقراء أولا تذكروا! رحل محمد أبو الغيط صغيرا.. لكنه كان كبير الهمة والعطاء". من جهته، قال الكاتب عبد العظيم حماد: "والله والله والله منذ رحيل أبي عام 69 ورحيل ابن أختي الشاب صديق العمر منذ 30 عاما ثم ابن خالتي الطبيب الشاب (الملاك) عام 2006 لم تدمع عيني لوفاة أحد غيرك يا محمد يا أبو الغيط". كانت قد أعلنت أعلنت خبر وفاة الصحفي محمد أبو الغيط، اليوم الاثنين، زوجته إسراء شهاب، قائلة: "إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله تعالى زوجي حبيبي محمد أبوالغيط بعد مقاومة باسلة ضد مرض السرطان، الرجاء الدعاء له بالرحمة والمغفرة ولنا بالصبر الجميل". محمد أبو الغيط، طبيب وصحفي وكاتب مصري. تخصص في الصحافة الاستقصائية وشملت تغطياته حول العالم قضايا تجارة السلاح الدولية، وانتهاكات حقوق الإنسان، والتطرف، وتحقيقات الفساد وتتبع الأموال. عمل مدققًا للحقائق، وأشرف على إنتاج تحقيقات ودرَّب صحفيين لصالح عدة مؤسسات، كما عمل بمجال الإنتاج التلفزيوني لقنوات عربية وأجنبية، وكذلك عمل مذيع راديو عبر الإنترنت. جدير بالذكر أنه قد يصدر قريبا عن دار الشروق كتاب «أنا قادم أيها الضوء» للصحفي محمد أبو الغيط ومن تحرير صديقه الكاتب الصحفي أحمد سمير. يقول محمد أبو الغيط عن الكتاب: "وجدتني لا أكتب يوميات مريض، بل أكتب أحداثًا ومشاعر، ما جربته وما تعلمته، سيرة ذاتية لي ولجيلي أيضًا". ودونما أشعر عبرت كتابتي من الخاص إلى العام، وهكذا تنقلت بين شرح علمي إلى أخبار التطورات السياسية، ومن تفنيد خرافات حول ما يسمى ب "الطب البديل" إلى متابعة وفاة الملكة إليزابيث، أتأمل في الموت والحياة. لو تحققت نجاتي بمعجزة ما، فسأسعى نحو ذلك الضوء الذي زادت خبرتي به وتقديري له في أيام مرضي، وسأمنح ما أستطيع عرفانًا لكوني محظوظًا بزوجة مضيئة، وبأبٍ وأمٍّ مضيئيْن، وبالكثير من الأصدقاء الذين يطمئنني نورهم لحقيقة الخير في الدنيا. ولو وافاني القدر بالوقت الذي قدره الأطباء، أرجو أن يكون ما بعد نفقي نورًا وهدوءًا، وأن يمرَّ عبر هذا الكتاب بعض الضوء إلى من يقرأ.