أفادت مصادر متطابقة أن مسلحين اسروا يوم الجمعة عناصر دورية تابعة لبعثة السلام في دارفور كانوا في طريقهم إلى جبل مرة، الذي كان أخيرا مسرحا لمعارك في هذه المنطقة السودانية، أطلق سراح القسم الأكبر منهم السبت. وقال مصدر رافض الكشف: "غن عناصر دورية تابعة لبعثة السلام المؤلفة من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي أوقفوا عند حاجز حيث خطفهم مسلحون بينما كانوا متوجهين الى دريبات" المدينة التي دارت فيها معارك شرسة في الأسبوعين الماضيين. وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، أكدت قوة السلام أن دورية خاصة تضم أكثر من أربعين رجلا -- مراقبون عسكريون ورجال شرطة وقوات حماية مسلحة -- وقعت "في كمين نصبته مجموعة مسلحين". وأعلن كمال سايكي المسئول عن الاتصال في قوة السلام: "أن القافلة تم اسرها يوم الجمعة واقتيدت إلى جهة مجهولة. وصباح السبت تم الإفراج عن عناصر القوة، وهم الآن في مكان آمن لكن جنديين لا يزالان مفقودين". وأضاف: "لا نعرف من المسئول عن هذا العمل"، مشيرا إلى ان عناصر قوة السلام طلبوا ضمانات من كافة أطراف النزاع قبل سلوك طريق دريبات". وكان جبل مرة - وهو بركان خامد عند خاصرة مرتفعات خصبة بوسط اقليم دارفور شبه الصحرواي- بمنأى نسبيا عن المعارك منذ بدء الحرب الأهلية في 2003. لكن منذ شهرين، تدهور الوضع الأمني في هذا المعقل لجيش تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور بسبب أعمال عنف داخل حركة التمرد، وتلت ذلك معارك متقطعة مع الجيش. ومارست الولاياتالمتحدة ضغوطا يوم الجمعة على الحكومة السودانية وجناح عبد الواحد نور في جيش تحرير السودان للسماح لعناصر قوة حفظ السلام "بالوصول إلى جبل مرة لتقييم الوضع الإنساني وإعادة إحلال الاستقرار".