تم تشييع جثمان الجنديين المصريين الشهيدين فى القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى (يوناميد) فى إقليم دارفور غربى السودان، فى جنازة عسكرية. وقال قنصل مصر فى الخرطوم معتز مصطفى كامل - فى تصريح للقناة الأولى بالتليفزيون المصرى اليوم "السبت" إن الجنديين اللذين استشهدا أمس "الجمعة" تم تشييعها صباح اليوم فى مدينة (نيالا) جنوبى دارفور..موضحا أن وفدا مصريا رفيع المستوى من وزارة الدفاع شارك فى مراسم التشييع. وأشار إلى أن الطائرة التى تقل جثمانى الشهيدين غادرت بالفعل مطار (نيالا) فى تمام الساعة الثانية عشرة إلا عشر دقائق بتوقيت القاهرة، وهى فى طريقها إلى مصر، وأنها على وشك الوصول إلى القاهرة. وأضاف قنصل مصر بالخرطوم "أنه وملحق الدفاع على اتصال دائم بجهات الاختصاص السودانية المعنية"، مؤكدا أن هذه الجهات أبدت كل تعاون ممكن فيما يلى حادث استشهاد الجنديين المصريين. وشدد على الثقة فى تعامل السلطات السودانية مع منفذى الهجوم الآثم كتعاملها مع المفسدين فى الأرض بعد إصلاحها، مبديا فى الوقت نفسه تعازيه الشديدة لأسر الشهيدين. وحول الوضع الصحى للمصابين الثلاثة الآخرين فى الهجوم، أوضح كامل أن حالتهم جميعا مستقرة، وذلك بعد نقلهم إلى مستشفى عسكرى بمدينة (نيالا). تجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة أصدرت بيانا أوضحت فيه أن إحدى دوريات القوات المسلحة المصرية العاملة فى مهام حفظ السلام بإقليم دارفور قد تعرضت الساعة الحادية عشرة والنصف صباح أمس "الجمعة" لإطلاق نيران عشوائية من جانب عناصر مسلحة متمردة، وقد قامت الدورية بالاشتباك معهم مما أدى إلى فرار المجموعة المتمردة وانسحابها من منطقة الحادث الذى أسفر عن استشهاد جنديين مصريين وإصابة ثلاثة آخرين. وأدان أمس الجمعة السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بشدة الهجوم الذى وقع اليوم ضد دورية تابعة للقوات المصرية العاملة ضمن البعثة الهجين من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقى فى دارفور، والذى أدى إلى استشهاد جنديين مصريين وإصابة ثلاثة آخرين، مشيراً إلى أن الهجوم وقع فى منطقة "عديلة" بالقرب من مدينة عد الفرسان فى جنوب دارفور. وكان التلفزيون المصرى قد أذاع أمس الجمعة نبأ مقتل جنديين مصريين من قوة حفظ السلام فى دارفور وجرح ثلاثة آخرين فى كمين فى الإقليم المتوتر غرب السودان، كما أكدت وكالة الأنباء الفرنسية، أن رئيس قسم الاتصالات فى قوة حفظ السلام كمال سايكى، قال "تعرضت قافلة من ثلاث آليات لكمين نفذه مسلحون مجهولون قرب قرية كاتيلا فى دارفور الجنوبية". وتابع المتحدث، أن "القافلة كانت مؤلفة من عناصر الكتيبة المصرية مع الأسف وقتل اثنان منهم وأصيب ثلاثة آخرون بجروح خطيرة لكن حالتهم مستقرة". ويرتفع بذلك عدد قتلى قوات حفظ السلام فى أعمال عنف منذ انتشار البعثة إلى 24، لكنها المرة الأولى التى يقتل فيها عناصر من الكتيبة المصرية فى تنفيذ مهامهم، ومصر من أهم المساهمين فى القوة التى باتت تشمل 21 ألف عنصر على الأرض. ووقعت الحادثة مساء الجمعة قرب قرية كاتيلا التى تبعد حوالى 85 كلم جنوب اد الفرسان فى دارفور الجنوبى، ولم تتبنَ أى جهة العملية، وقد فر المهاجمون بعد أن فتحت قوة حفظ السلام النار بحسب بيان للقوة. وتابع البيان "تطالب القوة المشتركة لحفظ السلام الحكومة السودانية بالتعرف على مرتكبى "هذه الجريمة" والقبض عليهم ومحاكمتهم سريعاً، وتذكر جميع الأطراف بأن استهداف جنود حفظ السلام يشكل جريمة حرب". وأفاد بيان وصلت نسخة منه إلى وكالة فرانس برس، أن رئيس الاتحاد الأفريقى جان بينغ "اطلع بأسف وصدمة" على هذا الهجوم، وأعرب عن "خيبة أمله من قلة إحساس بعض العناصر الضالة فى دارفور التى ما زالت تستهدف جنود حفظ السلام".