رفضت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، بوضوح التهديدات الإيرانية ضد ألمانيا فيما يتعلق بانتقاد الأخيرة لتصدي طهران العنيف للاحتجاجات في إيران. وقالت بيربوك، اليوم الجمعة، بعد اجتماع مع نظيرها الليتواني جابرييليوس لاندسبيرجيس في برلين: "مثلما أن حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة بالنسبة لي، فإن التهديدات ليست وسيلة للسياسة الخارجية والعلاقات الدولية بالنسبة لي". وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، هدد مؤخرا باتخاذ ردود فعل تجاه ألمانيا بعد انتقادات الأخيرة لتصدي طهران العنيف للاحتجاجات، وكتب اللهيان أمس الخميس على "تويتر": "اتخاذ مواقف استفزازية وتدخليه وغير دبلوماسية لا يعد إشارة على الرقي والذكاء، يمكن لألمانيا أن تحسم أمرها باختيار المشاركة من أجل مواجهة تحديات مشتركة - أو من أجل التصادم - وهنا سيكون ردنا مناسبا وحازما"، وأشار إلى أن الإضرار بعلاقات تاريخية سيسفر عن عواقب طويلة المدى. وردت بيربوك، اليوم بأن مراعاة حقوق الإنسان العالمية ليست شأنا وطنيا، "بل شأنا عالميا، وإلا فلن تكون حينها حقوق إنسان عالمية غير قابلة للتجزئة"، مضيفة أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيؤكدون ذلك مجددا خلال اجتماعهم في بروكسل يوم الاثنين المقبل. يذكر أنه بعد نشوب الاحتجاجات المنتقدة للنظام على مستوى البلاد بإيران، اشتدت حدة الخطاب بين برلينوطهران مؤخرا. وناقش البرلمان الألماني "بوندستاج" أول أمس الأربعاء، طلبا مقدما من الكتل البرلمانية لأحزاب الائتلاف الحاكم دعت فيه لدعم الاحتجاج في إيران من خلال فرض عقوبات إضافية ضد طهران وتحسين حماية المعارضين الفارين من هناك. جدير بالذكر أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يتكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، الذي تنتمي إليه وزيرة الخارجية الألمانية. وتشهد إيران على مدار الأسابيع الماضية احتجاجات متكررة ضد السياسة المتشددة للحكومة، وقد انطلقت هذه الاحتجاجات بعد وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) التي لقت حتفها أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها منتصف سبتمبر الماضي بسبب مخالفتها لقواعد اللباس الإسلامي.