- الاحتفاء بصدور أحرف جديدة من مشروع المعجم التاريخي للغة العربية - 2213 ناشراً من 95 دولة منها 1298 دار نشر عربية و915 أجنبية - القاسمي يتفقد دور النشر المشاركة ويزور دار الشروق ويلتقي بأميرة أبو المجد وأحمد بدير افتتح صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء الثلاثاء الماضي، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، الدورة ال41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تحت شعار (كلمة للعالم) وذلك في الفترة من 2 إلى 13 نوفمبر الجاري، في مركز «إكسبو الشارقة». وقد سادت أجواءً احتفالية مبهرة، جاءت انعكاسا لحجم وقيمة المعرض الذي يضم 2213 ناشراً من 95 دولة منها 1298 دار نشر عربية و915 أجنبية، وينظم المعرض 123 عرضاً فنياً، يقدمها 22 مشاركاً من 8 دول، منها 6 برامج جديدة تقام لأول مرة، فيما جرى تكريم شخصية العام الثقافية في المعرض لهذه الدورة، وهو المؤرخ السوداني البروفيسور يوسف فضل حسن، إضافة إلى أكثر من 30 فعالية مخصصة لأبرز طهاة المنطقة والعالم. ويشارك في فعاليات المعرض 150 من كبار الكُتَّاب والمفكرين والمبدعين والفنانين العرب والأجانب من 15 دولة، يقدمون 1500 فعالية وجلسة حوارية متنوعة. وأوضح صاحب السمو الشيخ القاسمي أن المعرض شهد في العامين الماضيين إطلاق الأجزاء الأولى من المعجم التاريخي للغة العربية، مؤكدا إطلاق الأجزاء الجديدة للمعجم، مباركاً هذا الإنجاز العلمي الكبير قائلاً «ونحن إذ نجتمع في هذه المناسبة العظيمة، أتوجه بالتهنئة إلى كل أبناء العربية على هذا الإنجاز الذي كنا ننتظره منذ أمد بعيد، وسعادتنا وسعادتكم اليوم كبيرة بهذه الأجزاء ال36 التي تؤرخ ل9 أحرف من حروف العربية، ونحن اليوم في منتصف الطريق والمستقبل القريب حافل بالخيرات بإذن الله». وأوضح الشيخ القاسمي أهمية وفوائد المعجم في البحث والتأريخ، وشموليته لكل المعارف اللغوية العربية وتفرده المعلوماتي، قائلاً «إن المعجم التاريخي الذي ما أنجز منه متاح بشكله المطبوع والرقمي، ليس معجماً كسائر المعاجم يشرح معاني كلمات العربية ويعرّف بمعانيها فقط، وإنما هو سجلُ هذه الأمة وتاريخها وديوان أشعارها وأخبارها وأمثالها، ابتداءً من عصر النقوش القديمة، ومروراً بجميع أعصر العرب التاريخية، ووصولاً إلى العصر الحديث». وقدم حاكم الشارقة الشكر إلى كل من ساعد في إنجاز المعجم التاريخي من العلماء الأجلاء، قائلاً «يا علماء العربية في كل مكان، يا من بذلتم جهوداً لتصنعوا هذا النجاح، باسم أبناء العربية جميعاً نتقدم لكم بالشكر الجزيل، وهذا اليوم هو يوم سروركم وابتهاجكم بعظمة الإنجاز» واختتم القاسمي كلمته بالإشارة إلى الحدث الثقافي الكبير الذي تعيشه الإمارة هذه الأيام، قائلا: تعيش الشارقة أكثر من 10 أيام من الحراك الثقافي من خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب بخلاف ما يعرض بين أجنحته من كتب في مختلف المعارف والعلوم، وإننا ننتهز هذه الفرصة لندعو الجميع كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، للإقبال على هذا المعرض، والنهل مما في صالاته من العلوم والمعارف والثقافات بمختلف لغات العالم. ومن جانبه، ألقى أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب كلمة، تناول فيها الأهمية الكبرى لمعرض الشارقة للكتاب والتطور المتواصل الذي أصبح يحققه المعرض، مما جعل الشارقة قبلة للكتاب ومحطة عالمية للثقافة، وعاصمة للثقافة العربية. وأعلن رئيس هيئة الشارقة للكتاب، في كلمته، عن تصدّر معرض الشارقة الدولي للكتاب للعام الثاني على التوالي، معارض الكتب العالمية، ليستمر المعرض الأكبر على مستوى العالم، على مستوى بيع وشراء حقوق النشر والترجمة. وقدم العامري، في كلمته، الشكر والتقدير إلى حاكم الشارقة على دعمه للمعرض منذ سنوات بعيدة، قائلاً «معرض الشارقة الدولي للكتاب تاريخ ومستقبل، أربعون عاماً ماضية أسست لمستقبل قرن قادم، مبارك للشارقة، ومبارك للإمارات، هذا الإنجاز المستحق لرؤية حكيمة ورعاية متواصلة وجهود صبورة من صاحب السمو حاكم الشارقة، فله منا جميعاً في الشارقة كل الشكر والمباركات». بعدها عبر سفير إيطاليا لدى الإمارات لورينزو فانارا، عن سعادته لحضوره ممثلاً عن إيطاليا ضيف شرف الدورة الجديدة من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، وقال إن الشارقة ليست عاصمة الثقافة في العالم العربي فحسب، بل عاصمة الكتاب في العالم بأسره. وأشار إلى أن إيطاليا تشارك بعدد كبير من الكتاب، والطهاة، و12 دار نشر، مع مجموعة من العروض المسرحية والفنية والراقصة انطلاقاً من إيمانها بضرورة الاستثمار بالثقافة والحوار الثقافي وتعزيز القيم المشتركة، وتسليح الأجيال القادمة من الشباب بالتفكير النقدي، من خلال حثهم على قراءة المزيد من الكتب. وقام الشيخ القاسمي، عقب حفل الافتتاح، بجولة تفقدية في أروقة المعرض، وتفقد عدد من الأجنحة للمؤسسات والهيئات ودور النشر المشاركة، ومستعرضاً ما يقدمه المعرض في دورته الحالية، وبدأ جولته في المعرض بزيارة جناح إيطاليا ضيف شرف المعرض لهذا العام، ثم زار جناح دار الشروق للنشر وكان في استقباله أميرة أبو المجد العضو المنتدب لدار الشروق، وأحمد بدير مدير عام دار الشروق، واستمع إلى شرحٍ مفصل عما يقدمه الجناح في مشاركته المتميزة لهذه الدورة، كما تعرف على أبرز الأنشطة والفعاليات التي سيقيمها الجناح. كما شهدت الشيخة بدور القاسمي رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين وقائع مؤتمر الناشرين في دورته ال 12، في الفترة من 30 أكتوبر الماضي حتى أول نوفمبر الجاري، والتي حفلت بالجلسات الحوارية واللقاءات التي جمعت مئات الناشرين من مختلف دول العالم، وحضر المؤتمر مجموعة من الناشرين منهم أميرة أبو المجد العضو المنتدب بدار الشروق، وماركوس دوهلي المدير التنفيذي ل"بينجوان راندوم هاوس. وبدأ المؤتمر أعماله، بحفل افتتاحي، تحدثت خلاله الشيخة بدور القاسمي، وألقى أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، وأكدت الشيخة بدور القاسمي، خلال كلمتها حاجة قطاع النشر إلى روح التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات التي تقف أمام نموه وتطوره، وقالت: «أصبحت الاستدامة موضوعاً رئيسياً في مناقشاتنا، وذلك لسبب واضح، فالعالم يتغير أمام أعيننا، وعلينا جميعاً أن نقوم بدورنا في حماية مستقبل الأرض». اختتم مؤتمر الناشرين أعمال دورته ال 12 الثلاثاء الماضي، بعد ثلاثة أيام حفلت بالجلسات الحوارية واللقاءات التي جمعت مئات الناشرين من مختلف دول العالم، وعقدوا خلال المؤتمر الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب بمركز إكسبو الشارقة، العديد من صفقات بيع وشراء حقوق النشر والترجمة، وشاركوا في نقاشات مكثفة حول تحديات وفرص قطاع النشر وصناعة المحتوى على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. وأكد المتحدثون، في ثالث أيام المؤتمر، أهمية ضمان استدامة سلاسل الإمداد، والتشجيع على ترجمة الآداب المحلية، وتحفيز نمو سوق الأدب المترجم من خلال مبادرات ومشاريع الترجمة المحلية، والاستفادة من المنح المرتبطة ببرامج ضيوف الشرف المصاحبة للمعارض الدولية للكتب، والتركيز على وضع استراتيجيات تسويق إقليمية تستهدف تنمية الأسواق المحلية للكتاب والمحتوى المعرفي.