قال الكاتب والروائي إبراهيم فرغلي، "تأخرت قليلا في التعرف على أدب بهاء طاهر، ربما كان عمري 22 عاما عندما قرأته لأول مرة، كنت أعرف المخزنجي جيدا ككاتب رفيع الطراز، وعندما قرأت مجموعة بالأمس حلمت بك لبهاء طاهر، ولا زلت أذكر الكرسي الذي كنت أجلس عليه بينما أقرأ الكتاب، في الشقة التي استأجرتها عند انتقالي للقاهرة للعمل في الصحافة، أدركت معنى أن تقرأ سحرا، وقلت أن المخزنجي امتداد لهذه العذوبة وهذا السحر". وأضاف في تصريحات ل"الشروق": "سوف أتأمل الفكرة الصوفية بشكل مختلف ومتفرد، كان بهاء طاهر يمنحني فرصة فهم فكرة شفافية الروح، ومكانة القلب في عالم العقل، وهو ما سوف أرى لاحقا أثرا له في أعمال أخرى كثيرة، مثل الحب في المنفى أو نقطة النور، وحتى في ترجمته البديعة لرواية باولو كويلهو "ساحر الصحراء"، أعتقد العنوان لاحقا تغير للخيميائي، التي أظنه انتبه لها لأنها تتماس مع هذا العالم الروحي الغني المفعم بالأسئلة العقلية التي تثيرها ألغاز الروح". وتابع "قرأت قالت ضحى، ثم خالتي صفية والدير، وأدركت أهمية كل ما يكتبه بهاء طاهر، وقد قرأت كافة أعماله لاحقا، وأذكر أن عودته من جنيف صادفت تلك الفترة، وأذكر أن لقائي الأول به كان في معرض القاهرة للكتاب، وكان ثمة حفاوة بعودة الكاتب الذي عاش في الغرب مطولا، وكانت تجربة لها أثر كبير في تناوله لهذه العلاقة المعقدة بين الشرق والغرب، والتي تناولها هو بعذوبة وحساسية شديدتين". واختتم حديثه: "كان وجهه يحمل ابتسامة يوحي بها لمن يحدثه لأول مرة انه يعرفه منذ زمن بعيد، كاتب كبير وإنسان استثنائي ومعلم أضاف لخبراتنا في الكتابة وفي الحياة وفي التواضع والإنسانية، رحمه الله بواسع رحمته".