عراقيون يأملون أن يكون السوداني قائدا قويا لمواجة الملفات الخطيرة في البلاد

عبر عراقيون عن الأمل في أن تكون الحكومة العراقية الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني حكومة قوية قادرة على التعامل بحسم تجاه الكثير من المشاكل الخلافات العالقة في البلاد منذ عام 2003.
وأمس الخميس، صوت 253نائبا من أصل 329 نائبا لمنح الثقة للحكومة العراقية الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني المكونة من 21 حقيبة وزارية من أصل 23 حقيبة، فيما تم تأجيل التصويت على حقيبتي البيئة والإسكان والإعمار إلى وقت لاحق.
وغاب عن جلسة التصويت على الحكومة العراقية الجديدة 76 نائبا من عدد من الكتل المستقلة التي عارضة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
ورافق عقد الجلسة مشادة كلامية وحالة من التدافع والصراخ داخل قاعة البرلمان بعد أن عبر نواب مستقلون عن أعتراضهم على تشكيل حكومة محاصصة حزبية وسط تنبيهات من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إلى ضرورة التهدئة واحترام الجلسة.
وكان مقررا عقد جلسة التصويت لمنح الثقة للحكومة العراقية الجديدة ظهر أمس لكنها أجلت إلى الساعة الثامنة مساء لفسح المجال أمام السوداني لتقريب وجهات النظر بين الكتل البرلمانية والخروج بكابينة وزارية كاملة.
وأعطى رئيس الحكومة العراقية الجديد تطمينات للقوى السياسية المعارضة من أنه سيعمل على تعديل قانون الانتخابات النيابية خلال ثلاثة أشهر وإجراء إنتخابات مبكرة خلال عام وتسريع قانون المحكمة الاتحادية العليا خلال 6 أشهر.
وأكد عراقيون لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أن السوداني أصبح من الآن رئيس حكومة لكل العراقيين المؤيدين والمعارضين، وعليه التزامات دستورية وأخرى جاء بها في برنامج حكومته وعليه أن يكون بمستوى المسؤولية، وسيحظى بدعم شعبي في حال تخلص من حالة الانقياد للقوى الكبرى المهيمنة على البرلمان العراقي.
وقال صفاء الدين الموسوي /46عاما/ وهو موظف حكومي" اعتقد أن رئيس الحكومة العراقية الجديد يعد أكثر رئيس حكومة بعد عام 2003 مطلع على سير العملية السياسية في العراق، وشغل مناصب إدارية ووزارية كثيرة وخطيرة، وكما اطلع بشكل كامل على مجمل شواغل العراقيين وخبايا ملفات الفساد والسلاح المنفلت، والجهات التي تقف وراء إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة وعليه أن يكون قائدا قويا لمواجهة هذه الملفات بحزم وشجاعة.
وأضاف " لقد طرح السوداني برنامجه الحكومي ونأمل منه إحترام تعهداته، ومحاسبة الوزراء المقصرين ومتابعة تنفيذ البرنامج الوزاري من خلال الاستعانة بفريق منسجم يتمتع بالكفاءة والنزاهة".
ويعد محمد شياع السوداني/52 عاما/ سابع شخص يتولى منصب رئيس الحكومة العراقية بعد عام 2003 ورابع شخصية عن حزب الدعوة الإسلامية لهذا المنصب بعد كل من إبراهيم الجعفري ونوري المالكي /دورتين/ وحيدر العبادي.
وذكرت سهام خالد/35 عاما/ وهي موظفة حكومية "ليس أمام رئيس الحكومة إلا النجاح وعليه أن يكون رئيسا لجميع العراقيين المؤيديين والمعارضين وإدارة دفة الحكم بثقة وقوة، وعدم فسح المجال للقوى الكبرى للبرلمان بالضغط على الحكومة وتغيير مسارها وميثاقها لإدارة حكومة خدمات تعالج شواغل العراقيين، وحل مشاكل البطالة وتأمين فرص للعمل وإعادة تشغيل المصانع من خلال الاستفادة من الوفرة المالية ".
وأكد وسام محمد/24عاما/ وهو طالب جامعي" علينا أن نثق بطروحات رئيس الحكومة ومنها منهاج حكومته أولا وإعطائه مهلة لكي يبدأ بالعمل الجدي الحقيقي بعيدا عن الوعود والشعارات وبعدها يتم تقييم الوضع سواء بالدعم أو المعارضة".
وقال" يتعين على السوداني أن يكون صادقا في التعامل مع الملفات الخطيرة وخاصة ما يتعلق بالفساد المالي، وكشف تورط الجهات التي تقف ورائه، ومحاسبة المتورطين بالاستعانة بالقضاء العراقي وأن لا يخضع لضغط القوى التي تقف وراء عمليات الفساد الخطيرة".
فيما قال سليم العبيدي /52 عاما/ وهو تاجر أن على" رئيس الحكومة عدم إطلاق وعود غير قادر على تنفيذها أو الالتزام بها وتحقيقها، وأن يكون صادقا وواضحا وأن يكشف للشعب معاناته مع الأطراف السياسية في حال تدخلها وعرقلتها لبرنامج الحكومة لأن الشعب يراقب وقادر على الخروج في مظاهرات شعبية لاسقاط أية حكومة لا تلبي متطلباته".
وأضاف" على السوداني أن يتذكر دائمآ أن أمامه التزامات وتعهدات وأن يغادر مكتبه و ينزل إلى الشارع لمتابعة مشاكل العراقيين والعمل على معالجتها في اجتماعات الحكومة العراقية لتحقيق العدالة والتوازن بين الجميع ، والحفاظ على المال العام وهيبة الدولة".
وقال مهدي الياسري /36 عاما/ موظف حكومي " إننا نسعى لأن تكون هذه الحكومة حكومة خدمات حقيقية نزيهة لا يشوبها الفساد، وأن تؤسس عرفا وتقليدا جديدا بعيدا الصور السيئة التي خلفتها الحكومات السابقة وتركت إنطباعات سيئة لدى العراقيين".
وبعد الإعلان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة مساء اليوم فإن مخرجات العملية السياسية في العراق على خلفية نتائج الإنتخابات البرلمانية المبكرة في العراق التي جرت عام 2021 قد إكتملت ليشهد العراق عهدا جديدا يسبق الانتخابات المبكرة بعد عام.