تعد مدينة سانت كاترين أكثر مدن محافظة جنوبسيناء برودة في فصل الشتاء، وتصل درجة الحرارة أعلى قمة جبل موسى إلى 15 تحت الصفر أحيانًا، وذلك لكونها أعلى قمة جبلية في مصر، وعلى الرغم من ذلك يقصدها آلاف السائحين للاستمتاع بأجوائها الشتوية التي تحولها إلى لوحة فنية تضم جبال وسماء ونبات تشكلها الطبيعة، إضافة إلى أنها تتحول إلى مدينة بيضاء خلال تساقط الثلوج عليها. وعلى الرغم من شدة برودة الطقس بها إلا أن السائحين من محبي الاسترخاء والاستجمام، والمغامرة واكتشاف الطبيعة، وتسلق الجبال، يجعلونها وجهتهم السياحية خلال فصل الشتاء للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة بعد نمو النباتات جراء تساقط الأمطار. قال اللواء طلعت العناني، رئيس مدينة سانت كاترين، إن المدينة تشهد انخفاضًا في درجات الحرارة نهارًا، وهذا الانخفاض يتزايد مع حلول الليل حتى يصل إلى ذروته في الساعات الأولى من الصباح، ويكون شديد البرودة فوق قمة جبل موسى، لذا يجري التأكيد على السائحين، بارتداء الملابس الثقيلة، والحرص على تناول المشروبات الساخنة، والأغذية التي تعطي طاقة، إضافة إلى استخدام البطاطين. وأوضح رئيس المدينة في تصريح ل"الشروق"، أنه يوجد إقبال سياحي على المدينة تزامنًا مع الموسم الشتوي، للاستمتاع بأجواء المدينة الروحانية، والمناظر الطبيعية الخلابة خلال رحلات السفاري داخل الوديان التي تتحول إلى جنة خضراء وسط جبال شاهقة الارتفاع، و التجول داخل الصحراء لاكتشاف البيئة. وأكد أنه جرى إعلان حالة الطوارئ القصوى بكل قطاعات المدينة تزامنًا مع تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية بعدم استقرار حالة الطقس في البلاد، مشددًا على أن جميع الطرق مفتوحة، واستقرار الوضع بالمدينة. وقال سليمان الجبالي، مرشد سياحي بمدينة سانت كاترين "دليل بدوي"، إن مدينة سانت كاترين تشهد رواجُا سياحيًا كبيرًا تزامنًا مع بداية الموسم الشتوي الذي يضيف جمالًا للمدينة حيث السماء، والجبال، والزرع، وهذا ما يريده السائحون خلال برنامجهم السياحي بالمدينة، مما يساعدهم على الاستجمام والتأمل خاصة خلال فترة تواجدهم على قمة جبل موسى. وأوضح "الجبالي"، أنه على الرغم من صعوبة رحلة الصعود إلى قمة جبل موسى، والانخفاض الشديد في درجات الحرارة فوق قمة الجبل، إلا أن السائحين يستمتعون بمشهد تعانق السحب مع الجبال في لوحة فنية ربانية، ومعاناة الشمس وقت الغروب والشروق لتخرج من بين السحب، التي يشعر من يوجد فوق قمة الجبل أن هذا المشهد قريب منه جدًا، وأنه جزء من هذا المشهد الرائع. وأضاف أن السائحين يحرصون على بدء برامجهم السياحية بالمدينة بصعود جبل موسى، ثم زيارة معالم المدينة من مناطق أثرية، ودينية، والاستمتاع بطبيعة وديانها الخلابة، التي ترسم لوحة فنية طبيعة تضم سماء وزرع وجبال شاهقة الارتفاع رسمت عوامل التعرية عليها لوحه فنية زادت من جمالها. وأشار إلى أن موسم الشتاء تزدهر فيه الأشجار والنباتات الطبية والعطرية المختلفة، والتي تفوح بعطرها ليملأ جميع أنحاء المدينة، لافتًا إلى أنه يوجد بالمدينة نحو 462 نوعًا من النباتات والأعشاب الطبيعية المختلفة ما بين نباتات عطرية وطبية وبرية، إضافة إلى نباتات الزينة وأشجار الفاكهة المتنوعة، وهذه النباتات تحول وديان المدينة خلال فصل الشتاء إلى حديقة غناء. ولفت إلى أن الشتاء في سانت كاترين له رونق مختلف لدى السائحين، حيث تساقط الأمطار والثلوج التي تحول المدينة الصفراء ذات الطبيعة الجبلية إلى قلعة بيضاء، ويزداد المنظر جمالًا ورونقًا عند ذوبان هذه الثلوج وتندلع شلالات المياه من بين الجبال لترسم مناظر طبيعية خلابة، وهذه المياه تملأ البحيرات والسدود ليستخدمها المواطنين في أغراض الشرب والزراعة؛ لذا يصبح موسم الشتاء لدى مواطني المدينة بوادر الخير من حيث الزراعة والإقبال السياحي على المدينة.