يعد زيت الزيتون من أفضل أنواع الزيوت المفضلة لدى الكثير، لما له من فوائد صحية عديدة، وتتوقف جودة زيت الزيتون على طريقة العصر، ومدى خلو ثمار الزيتون من الماء، والكثير من المواطنين يفضلون الزيت الذي ينتج بالطرق البدائية من خلال العصر على البارد التي تجعل الزيت خاليا من أي شوائب نتيجة التفاعلات التي تحدث خلال تعرضه لدرجة الحرارة. قال محمد إبراهيم فتحي، مهندس زراعي بمديرية الزراعة بجنوبسيناء، إن موسم عصر الزيتون يبدأ في جنوبسيناء في بداية شهر أكتوبر، ويوجد بجنوبسيناء معصرتين فقط، إحداهما آلية بمدينة رأس سدر، والأخرى معصرة العصر على البارد وتوجد في المزرعة الاسترشادية بمدينة طور سيناء، وهذه المعصرة تشهد إقبال كبير من قبل المواطنين، لكون طريقة العصر على البارد من أفضل الطرق التي تنتج زيت صحي. وأوضح "محمد" في تصريح ل"الشروق"، أنه الزيت الذي ينتج من خلال عملية العصر على البارد يكون عالي الجودة، لكون عدم استخدام درجة حرارة خلال عملية العصر والاستخلاص تحافظ على جودة المركبات الغذائية التي توجد في الزيت، لذا يكون الزيت الناتج من عملية العصر على البارد أغلى أنواع زيت الزيتون لانخفاض نسبة الحموضة به. وأشار إلى أن كمية إنتاج الزيت تتوقف على نوع الزيتون وجودته، وكلما كان الزيتون أسمر، وجرى "تصويمه" أي عدم ري الأشجار فترة قبل جني المحصول، كلما كانت كمية الزيت المنتج أكبر وأنقى، لافتًا إلى أن كافة أنواع الزيتون تصلح للتخليل، ولكن ليس جميعها يستخلص منها الزيت، ومن أهم أنواع الزيتون المنتجة للزيت بالمحافظة هي البنزلينوا، البيكوال، الكوناكي، الكورتينا. وأكد أن معصرة العصر على البارد بمدينة طور سيناء تعمل بطاقة تتراوح بين 300 إلى 500 كيلو في اليوم بواقع 70 كيلو في الساعة، وتصل نسبة إنتاج الزيت الخام من الزيتون بطريقة العصر على البارد إلى 20%، بمعنى أن كل 100 كيلو جرام زيتون تنتج 20 كيلو زيت. ولفت إلى أنه يجري استخدام نفايات العصر في صناعة الأعلاف، والكومبست العضوي لتسميد التربة، كما تدخل في صناعة الصابون. وعن المراحل التي تجري لإنتاج زيت الزيتون، قال: إنه يجري غسل الزيتون وتنظيفه من شوائب أوراق الشجر، ثم يجري وضعه في ماكينة العجن لاستخراج عجينة الزيتون التي يجري وضعها على أبراش من الخوص على شكل دائرة، وتوضع هذه الأبراش فوق بعضها البعض داخل المكبس الذي يجري خلاله استخراج الزيت نتيجة الضغط الشديد على العجينة، وفي المرحلة الأخيرة يجري وضع عصير الزيتون في أواني ألومونيوم ووضع ماء بارد عليه، حتى يطفو الزيت على سطح المياه بسبب كثافته، ويجري التخلص من كمية المياه عن طريق حنفية توجد أسفل الأواني الألومونيوم، ويتبقى زيت الزيتون الخام في تلك الأواني. وقالت هناء ندى، مواطنة بمدينة طور سيناء، إنها فضلت شراء الزيتون من المزارع، لعصره داخل معصرة العصر على البارد لضمان الحصول على منتج جيد بعيدًا عن أي تفاعلات كميائية، مؤكدة أن طريقة العصر على البارد من أفضل الطرق لإنتاج زيت عالي الجودة وصحي على الرغم من أنها تعتمد بدرجة كبيرة على الطريقة اليدوية في العصر. جدير بالذكر أن إجمالي المساحة المنزرعة بأشجار الزيتون هذا العام بمحافظة جنوبسيناء بلغت 23 ألفا و874 فدانا، بينهم 20 ألف فدان بمدينة رأس سدر، وباقي المساحة موزعة بمدينة الطور، والمساحات بسيطة بمدن نويبع وسانت كاترين، و90 % من هذه المساحة تضم أنواع الزيتون التي تصلح للعصر واستخلاص زيت الزيتون.