عندما يدمن أي فرد، سيكون لذلك بالتأكيد آثار نفسية ومالية واجتماعية على الأسرة بأكملها، ولكن في نفس الوقت يجب أن تتعلم كيفية التعامل مع المدمن الذي يعد واحدًا من ضمن أفراد أسرتك حتى تستطيع الحفاظ على حياته من الخطر. ذكر موقع addiction education society، أن أول خطوة يجب اتخاذها للتعامل مع المدمن بشكل صحيح، هي التثقيف حول كل ما يخص الإدمان وطبيعته، فالحصول على المعلومات الرسمية الصحيحة عنه وحول تأثير كل مخدر على الإنسان نفسيًا وجسديًا، يعتبر من أهم الخطوات التي ستفيد جميع أفراد الأسرة في التعامل مع المدمن الذي يعيش وسطهم. تقدم العديد من الجمعيات الأهلية دورات لتأهيل أفراد الأسرة لفهم المدمن والتعامل معه، بالإضافة إلى التعافي من المواقف العاطفية السيئة التي يحدثها المدمن، التي قد تصنع حاجزًا بينه وبين عائلته، ولذلك من الهام الحصول على الدعم النفسي من جمعية مؤهلة على دراية بمعالجة الإدمان. ويجب أن يحرص أفراد العائلة على علاج المدمن من إدمانه، وذلك عن طريق إيداعه في مصحة مؤهلة لعلاج الإدمان، ثم تسجيله بعدها في مجموعات دعم، للحرص على مشاركة تجربته مع غيره من المتعافين، للتأكد من عدم عودته إلى الإدمان مرة أخرى، ويعتبر أشهر برنامج دعم عالمي لعلاج المدمنين هو برنامج 12 خطوة الأمريكي. على العائلة أن تتقبل الفرد المدمن كما هو، دون محاولة تجاهله، لأن هذا التجاهل سيؤذي الجميع، مع محاولة تشجيعه الدائم على الإقلاع عن تعاطي المخدرات، والذهاب جميعًا لاستشارة الطبيب النفسي، للحصول على الدعم سويًا، ومواجهة بعضكم لتحسين العلاقة. من الهام تحديد الشخص الذي يتعامل مع المدمن، والطريقة التي يتعامل بها، فعندما يتدخل أحد للتحدث مع المدمن بشأن الإقلاع، يجب أن يتم اختياره وفقًا لعدة أسس، أولها درجة قربه من المدمن، وثانيها درجة ثقته فيه، فمن الممكن أن يتحدث معه الأب أو الأم أو الشقيق أو الصديق، ومن الممكن أن يتحدث معه أيضًا رجل دين أو طبيب نفسي، على حسب فكر المدمن وطريقة تعامل عائلته معه. ويجب أن تفرق العائلات الداعمة بين دعم المدمن للتعافي من الإدمان، وبين الدعم العاطفي، وبين دعم الإدمان، فقد تعطي العائلة للمدمن دعمًا عاطفيًا غير مشروط يجعله يستمر في الإدمان، مثل إعطاء المدمن للمال، مما يجعله يستمر في إدمانه، فالحب في هذه الحالة يجب أن يكون حب صارم يتحكم في المشاعر، وهدفه التركيز على تعافي المدمن من الإدمان فقط.