جددت ألمانيا وإسبانيا دعمهما لخط أنابيب للغاز بين إسبانيا وفرنسا عبر جبال البرانس، بحلول عام 2025، في إطار خطط التي تم الاتفاق عليها خلال مشاورات حكومية اليوم الأربعاء. وسوف يتم في وقت لاحق نقل الهيدروجين المنتج من مصادر متجددة عبر خط الأنابيب، رغم أن فرنسا تعارض الفكرة، وتم مناقشة هذا الإجراء خلال محادثات جرت في مدريد بين وفد ألماني بقيادة المستشار أولاف شولتس، وضم ثمانية من وزرائه، مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو شانسيز. ويأتي هذا الاتفاق في مجال الطاقة في وقت حساس ترتفع فيه الأسعار بقوة، وتحاول فيه ألمانيا ودول أوروبية أخرى تقليل الاعتماد على الإمدادات الروسية بسبب حرب أوكرانيا. وقال سانشيز "للأسف، بسبب عدم وجود توصيلات، لم نتمكن حتى الآن من إتاحة القدرات الكاملة لإسبانيا في مجال الغاز الطبيعي المسال والكهرباء لبقية أوروبا". وسوف يمتد خط انابيب "ميدكات" الذي يدعو إليه شولتس وشانسيز من برشلونة عبر جبال البرانس، ليصل إلى الشبكة الفرنسية في باربيرا، جنوبي البلاد. وبدأ بالفعل العمل في خط الأنابيب، وفي إسبانيا تم استكمال الخط إلى هوستالريك، على بعد 106كيلومترات جنوب الحدود، بينما لا يزال يتعين على فرنسا استكمال 120كيلومترا. وسوف ينقل خط الأنابيت المقرر الغاز الطبيعي إلى إسبانيا والبرتغال، حيث يوجد إجمالي سبع محطات للغاز الطبيعي المسال في البلدين. كما سيشكل خطا أنابيب ينقلان الغاز من الجزائر مصدرا آخر للغاز. وقبل محادثات مع الوفد الألماني ، دعا سانشيز فرنسا إلى التخلي عن معارضتها للمشروع. وقال رئيس الوزراء الإسباني إنه بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا، يجب أن تعلو المصالح الأوروبية على المصالح الفردية لأي دولة. كما عارض شولتس الانتقادات الموجهة لسياسات ألمانيا في خضم أزمة الطاقة، بعدما تلقى سؤالا في هذا الشأن خلال مؤتمر صحفي. وقال المستشار إنه في إطار سعي برلين لحماية إمدادات الطاقة، فقد اتخذت قرارات "عديدة وشاملة" لضمان تأمين إمدادات الطاقة لكل أوروبا. وأشار إلى حقيقة أن ألمانيا تقيم محطات للغاز الطبيعي المسال، بقدرات ستمكن برلين من المساعدة في تزويد جمهورية التشيك وسلوفاكيا والنمسا بالغاز. وأضاف أن البنية التحتية يمكن أن تستخدم لاحقا لإنتاج الهيدروجين. ولم يرد شولتس بشكل مباشر على سؤال بشأن رأيه في وضع حد أقصى لأسعار واردت الغاز، قائلا إن أسعار الكهرباء والغاز يجب أن تتراجع في الأسواق العالمية. وقال أيضا إنه يجب دعم الشركات والمواطنين في ظل مستويات الأسعار الحالية. وأكد شولتس إنه أمر مهم للغاية أن يتم تعزيز مرونة أوروبا وسيادتها في المستقبل القريب، مضيفا أن هذا سيكون ممكنا فقط من خلال التعاون الوثيق بين الدول التي تنتج والتي تبيع والتي تشتري الغاز في مختلف أنحاء العالم.