نشر قطاع المتاحف التابع لوزارة السياحة والآثار، عبر صفحته الرسمية أن المتحف القبطي ارتبط اسمه باسم مؤسسه مرقس سميكة، الذي سعى ليُقنع المجتمع بفكرته. وقال قطاع المتاحف، إن مرقس سميكة، نشأ وسط عائلة قبطية وتضم رجال دين ورجال قضاء، وتعلم في مدرسة الأقباط الكبرى، تعلم فيها العربية والقبطية واليونانية، ثم تعلم الفرنسية في الفرير، ثم عمل في مصلحة السكك الحديدية المصرية، ولما كانت جهوده موضع تقدير ورعاية فقد أنعم عليه بالبكوية، وبالنيشان العثماني، كما أنعم عليه برتبة "المتمايز" ثم برتبة الباشاوية. وتابع بيان القطاع: "عمل مرقس بعد ذلك بالآثار القبطية حتى وفاته، وكان عضوًا في مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية والجمعية التشريعية ومجلس المعارف الأعلى والجمعية الملكية الجغرافية ومجلس أعلى دار الآثار العربية وعضو مجلس الآثاريين في لندن وعضو مجلس إدارة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة". قصة بناء هذا الصرح في 1908 أثناء زيارة مرقس سميكة للبابا كيرلس الخامس، عرض على البابا أن يشتري آنية فضية ملك الكنيسة على أن يتم الحفاظ عليها في مخزن كخطوة أولى نحو إقامة متحف؛ فوافق البطريرك. وكانت هذه هي النواة الأولي لتأسيس المتحف القبطي. ومن أجل تفعيل تلك الفكرة جال سميكة بالكنائس والأديرة من رشيد إلى الخرطوم من أجل جمع كل ما يتعلق بالآثار القبطية، وانهالت التبرعات التي أقيم بها المتحف. في عام 1908م، بدأ سميكة باشا بتأسيس المتحف القبطي الذي يقع في منطقة مصر القديمة، وأفتتح المتحف رسميا عام 1910م في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني وقد كان الغرض من إنشائه أن تجمع فيه كل الآثار والوثائق التي تساعد على كشف الستار عن دراسة غوامض تاريخ العصر المسيحي في وادي النيل. أنشأت المباني الأولى لهذا المتحف على جزء من الأرض تابع لأوقاف الكنيسة القبطية منحها البابا كيرلس الخامس. ظل المتحف ملكا للبطريركية حتى 1931م حين قررت الحكومة ضمه إلى أملاك الدولة، ظل سميكة مديرًا للمتحف حتى وفاته. أهم مؤلفاته فهارس المخطوطات ودليل الكنائس والمتحف. توفي سميكة في 2 أكتوبر 1944، وأقيم له تمثال نصفي في ساحة المتحف القبطي تخليدًا لذكراه.