أثار تحليل سياسي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، سؤالا حول المخاطر التي قد تحدث في حالة تنفيذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديده باستخدام السلاح النووي في الحرب الدائرة حاليا بين القوات الروسية والأوكرانية. وأضاف التحليل، الذي كتبه جيمس كاميرون الباحث السياسي في قسم العلوم السياسية بجامعة أوسلو، أن الرئيس الروسي قد هدد بالفعل يوم الأربعاء الماضي باستخدام السلاح النووي، خلال كلمة ألقاها على الشعب الروسي، والتي أعلن فيها عن التعبئة العسكرية الجزئية في البلاد وعن إقرار الاستفتاء في المناطق الانفصالية في أوكرانيا للانضمام إلى روسيا. ويشير الباحث إلى أن بوتين وجه تهديده النووي للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي اتهمها بالتخطيط لاستخدام أسلحة دمار شامل ضد بلاده، موضحا أن بلاده تمتلك أسلحة أكثر خطورة وفتكا من تلك التي تمتلكها دول الناتو، كما وجه بوتين تهديدا أعم وأشمل باستخدام روسيا لجميع أنظمة الأسلحة المتاحة لديها للدفاع عن وحدة وسلامة أراضيها وحماية شعبها وحريتها واستقلالها، إلا أنه لم يوضح من المستهدف بالتحديد من هذا التهديد. ويوضح الباحث أن السياق الذي أعلن خلاله الرئيس بوتين هذا التهديد ينطوي على أهمية خاصة إذ أنه قد أعلنه ضمن الكلمة التي أعلن فيها عن إجراء استفتاء في المناطق الانفصالية الأوكرانية للانضمام إلى روسيا والذي بدأ بالفعل أمس الجمعة. ويشير الكاتب إلى تحذيرات المحللين من أن مساعي أوكرانيا لاستعادة الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية في بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا قد يتمخض عنها مخاطر جسيمة تتمثل في احتمال استخدام روسيا للسلاح النووي. ويستبعد الكاتب في نفس الوقت احتمال استخدام الرئيس الروسي للترسانة النووية الضخمة التي تمتلكها بلاده والتي بإمكانها استهداف الولاياتالمتحدة خشية اندلاع حرب نووية ضروس لا تبقي ولا تذر، موضحا أنه ليس من المستبعد أن يستخدم بوتين أسلحة نووية محدودة وغير استراتيجية لإفقاد أوكرانيا وحلفائها من الدول الغربية توازنهم على أمل أن تسعى تلك الدول لإنهاء الحرب الحالية في أوكرانيا طبقا للشروط الروسية خشية المزيد من التصعيد. ويضيف الكاتب أنه في حالة إقدام بوتين على استخدام السلاح النووي ستقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرد وهو ما حذر منه الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا من أن استخدام السلاح النووي الروسي سوف يؤدي دون شك إلى تغيير مسار الحرب الحالية على نحو غير مسبوق ولم يحدث له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكدا في نفس الوقت أن رد الفعل الأمريكي سوف يتناسب تماما مع الخطوة التي ستتخذها روسيا في هذا الصدد. ويقول الكاتب في ختام مقاله إنه ليس من الواضح طبيعة رد الفعل الغربي على استخدام روسيا للسلاح النووي، إلا أن المحللين يرون أنه قد يتراوح ما بين هجمات سيبرانية إلى هجمات بأسلحة تقليدية ضد القوات الروسية أو زيادة المساعدات الغربيةلأوكرانيا لتعزيز قدرتها على مواجهة الآلة العسكرية الروسية.