يحتفل متحف شرم الشيخ، بمناسبة مرور200 عام على فك رموز حجر رشيد ونشأة علم المصريات، وذلك بعرض قطعة أثرية مكتشفة بمنطقة سقارة. وقال الدكتور محمد حسنين مدير متحف شرم الشيخ، إن القطعة الأثرية المكتشفة بمنطقة سقارة عبارة عن تمثال للمعبودة "باستت" واقفًا على قاعدة خشبية عليه طبقة من البلاستر عليها زخارف ملونة أهمها زهرة اللوتس على الجانبين ويعد خبيئة البوباستيون بسقارة، ويعود للأسرة 26 بالعصر المتأخر، ومادة الصنع هي الخشب، والجص، وبقايا عضوية، وهو من حفائر بعثة المجلس الأعلى للآثار عام 2019. وأوضح مدير المتحف، في تصريح ل"الشروق"، اليوم السبت، أن حجر رشيد من الجرانودايوريت، ويعتقد أنه كان ضمن نصب تذكاري ضخم يقع بأحد معابد رشيد القديمة، ويبلغ طوله نحو 112 سنتيمترا، وعرضه نحو 75 سنتيمترا، وسمكه نحو 28 سنتيمترا، ويعتقد أن ارتفاعه الأصلي كان 6 أقدام ولكن زالت قمته العليا والزوايا من أعلى وأسفل. وأشار إلى أن الحجر يوجد عليه نقش محفورًا على سطحه نص بلغتين وثلاث كتابات مختلفة الهيروغليفية، والديموطيقية واليونانية، ويقدم نفس النص في الكتابات الثلاثة مع بعض الاختلافات بينهم؛ ليكون هذا حجر مفتاح فهم الحضارة المصرية. وتابع: "يرجع الحجر لعام 196 قبل الميلاد، والنص المكتوب على الحجر عبارة عن مرسوم شكر يؤكد دعم كهنة المعبد في منف للملك بطلميوس الخامس لإعفائه للمعابد من دفع بعض الرسوم في الذكرى الأولى لتتويجه". وأكد أن النص العلوي 14 سطرا بالكتابة الهيروغليفية الكتابة المناسبة لمرسوم كهنوتي، والجزء الأوسط 32 سطرًا بالكتابة الديموطيقية الكتابة المصرية المخطوطة المستخدمة للأغراض اليومية أي "لغة الشعب"، والجزء الأدنى 53 سطرًا باللغة اليونانية القديمة لغة إدارة الحكم منذ عصر الإسكندر الأكبر. وأضاف أن حجر رشيد اكتشف في 15 يوليو عام 1799، خلال الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت على يد أحد جنود الحملة ويدعى بيير فرانسوا، خلال تواجده تحت أنقاض قلعة قايتباي بمدينة رشيد، وذلك خلال الحفر لإجراء بعض التحصينات العسكرية عثر على الحجر وسرعان ما أدرك أنه قطعة أثرية وأبلغ القائد، وأُرسل الحجر بعدها إلى القاهرة، وأمر نابليون بإعداد نسخ ورقية منه لتكون في أيدي المهتمين بالحضارة المصرية والعلماء. وفي السنوات الأولى من القرن التاسع عشر، استطاع العلماء استخدام النقش اليوناني على الحجر كمفتاح لفك رموزه، وكان توماس يونغ عالم الفيزياء الإنجليزي، من أوائل الذين أظهروا أن بعض الحروف الهيروغليفية على حجر رشيد كتبت أصواتًا لاسم ملكي، وهو اسم بطلميوس، والأسماء الملكية كانت تحاط بإطار "خرطوش" يميزها عن بقية النص، وتم فك رموز حجر رشيد على يد عالم الآثار الفرنسي جان فرانسوا شامبليون في 27 سبتمبر 1822، حيث كان قد سبقه محاولات عدة لفك هذه الرموز