تنتشر كثير من الدعوات على منصات التواصل الاجتماعي التي تدعم احترام الجسد وحب الذات أيًا كان الهيئة التي عليها، في محاولة لمحاربة الأفكار النمطية تجاه أجساد النساء وحصرها في صور مثالية أدت إلى فقدان الكثيرات الثقة في أنفسهن والسعي نحو جنون التجميل والحصول على الجسم المثالي، ولكن البعض يناقش أيضاً أن المبالغة في هذه الدعوات قد يؤدي إلى نتائج سلبية. يقول فيرين سوامي، أستاذ علم نفس الاجتماع، إن هدف حركة "إيجابية الجسم" لتعزيز قبول وتقدير مجموعة متنوعة من شكل أجسادنا قد يفسر سبب جاذبيتها الواسعة، وهناك دليل على أن مثل هذه الرسائل يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي، حيث تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي تعرضن لحسابات وسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى المتعلق بالحركة يتمتعن بمزاج أفضل، فضلًا عن زيادة رضا الجسم والرفاهية العاطفية، بحسب "موقع ذا كونفيرزيشن". وأضاف: "لكن على الرغم من التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه فقد أعرب البعض مؤخرًا عن مخاوفهم، أن الحركة نفسها تسير في طريق الإقصائية، وأنها قد تضر أكثر مما تنفع، حيث يشعر البعض أن الحركة لا تزال تستبعد الهيئات المهمشة مع أكثر الحسابات الإيجابية نفوذًا والمنشورات التي تصور عادةً النساء البيض الجذابات تقليديًا، وجدت أحد التحليلات لما يقرب من 250 منشورًا إيجابيًا للجسم على إنستجرام أن 67% من المنشورات تظهر نساء ذوات بشرة بيضاء مع تمثيل الرجال ونساء الأقليات العرقية تمثيلاً أقل بكثير من المنتظر". وأشار سوامي في مقاله إلى أن التركيز على حب المظهر يعزز في الواقع انشغال المجتمع بالشكل على الصفات الأخرى، حيث وجدت إحدى الأبحاث أنه عندما شاهدت النساء برنامجًا تلفزيونيًا حول نمط الحياة بهدف تعزيز إيجابية الجسم، فقد عانين من زيادات مماثلة في القلق بشأن أجسادهن وعدم الرضا مقارنة بالنساء اللائي شاهدن ظهورهن في برنامج كان يتحدث عن عارضات الأزياء. وتابع: "قد يكون لمثل هذا المحتوى الإيجابي للجسم تأثير سلبي على المشاهدين؛ لأنه لا يساعد كثيرًا في تحدي الفكرة الأساسية المتمثلة في أن الأشخاص يتم تقييمهم تقيمًا بسبب مظهرهم، وذلك يشجع الناس على العمل على أجسادهم والانخراط في ممارسات التجميل". فيما يعلق كثير من المؤثرين والكُتاب على هذا الأمر، حيث جادلت الكاتبة أماندا مول، في مقال لها تحت عنوان "إيجابية الجسم عملية احتيال". وقالت: "الحركة تتجاهل الأسباب الهيكلية التي تؤدي إلى صورة الجسم السلبية، مثل عدم المساواة والاضطهاد، وبدلاص من ذلك تحول الرسائل التركيز على الأفراد وقدراتهم على الشعور بالسعادة مع أجسادهم". كما أن الشركات الدعائية تدعم أفكار مثل "قيام الفرد بشئ ما بسبب شكله وليس ما حققه" وهو عمل يعزز تقييم المظهر الخارجي. من جانبهم أطلق بعض النشطاء على الحركة لقب "الإيجابية السامة" لأنها تضع دائمًا توقع (نكون دائمًا إيجابيين بغض النظر عن أي شيء)، متابعين: "أننا يجب أن نسكت المشاعر السلبية في أنفسنا والآخرين، بعيداً عن السياقات الخاصة بكل فرد، وتؤكد الكثير من رسائل الحركة الحالية على أنه يجب على الناس إظهار الثقة والقبول في أجسادهم، والنتيجة النهائية هي أن أولئك الذين يفشلون في تحقيق الثقة بالجسم ينتهي بهم الأمر بالشعور أنهم فشلوا". ووفق بحث، نشر في يونيو 2022، بجامعة كلاركسون الأمريكية، عرّضت إحدى مجموعات الباحثين النساء لهذا النوع من "الإيجابية السامة" للجسم باستخدام صور مختلفة وشعارات مثل "يجب أن تتقبل جسدك وإلا فلن تكون سعيدًا أبدًا". وعبر سلسلة من التجارب لم تشعر النساء اللاتي تعرضن لمثل هذه الرسائل بشعور أفضل تجاه صورة أجسادهن، وكانت إحدى نتائج البحث أن هؤلاء زادت ثقتهن بأنفسهن عندما أدركن أن الأشخاص المقربين منهم (مثل الأصدقاء أو العائلة) يقدرون شخصياتهم.