نقل التلفزيون الإيراني الحكومي الناطق بالإنجليزية "برس.تي.في" الثلاثاء عن حيدر مصلحي وزير المخابرات أن زعيم جماعة جند الله السنية المتمردة عبد الملك ريغي كان "في قاعدة أمريكية قبل اعتقاله" الثلاثاء. وأكد مصلحي أيضا أن "الولاياتالمتحدة منحت ريغي جواز سفر أفغانيا"، موضحا أن زعيم جند الله التقى "مسئولين عسكريين في الحلف الأطلنطي في إبريل 2008". وتابع وزير المخابرات أن "ريغي سافر إلى عدة دول أوروبية". وأكد مصلحي الذي نقلت وكالة الأنباء الرسمية (ايرنا) تصريحاته أن السلطات الإيرانية اعتقلت ريغي الملاحق في إيران منذ سنوات، بعد اعتراضها رحلة نظامية كان مسافرا على متنها بجواز سفر افغاني "بين دبي وقرغيزستان". وأضاف أن اعتقاله جاء نتيجة "عملية مخابرات استمرت خمسة أشهر" وقامت بها إيران. وقالت قناة "فارس" نقلا عن محمد مرزية مدعي زاهدان عاصمة محافظة سيستان بلوشستان التي شهدت معظم عمليات جند الله "انه بأيدي قوات وزارة المخابرات حاليا". وعبر محمد ازاد محافظ سيستان بلوشستان إن اعتقال ريغي "سمح بإحلال امن كامل في كل المنطقة". يذكر أن السلطات الإيرانية اتهمت مجموعة جند الله السنية المسلحة بتنفيذ عدة اعتداءات وعمليات مسلحة خلال السنوات الأخيرة في تلك المنطقة التي تعيش فيها أغلبية من السنة. كما اتهمت المجموعة بالخصوص بتنفيذ هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 42 شخصا بينهم عدد من المسئولين العسكريين الكبار خلال اجتماع لعدد من قادة حراس الثورة واعيان قبليين في بيشين البلدة القريبة من الحدود الباكستانية. واتهم قائد حراس الثورة (الباسداران) الجنرال محمد علي جعفري باكستان وأكد أن طهران تملك "الدليل" على أن جند الله تتمتع بدعم إسلام آباد يتيح لها خصوصا الانطلاق من الأراضي الباكستانية. وقالت طهران إن ريغي تم اعتقاله لفترة قصيرة في باكستان قبل شهر من هجوم بيشين قبل أن تتدخل المخابرات الباكستانية للإفراج عنه بعد ساعة من اعتقاله. إلا أن باكستان نفت أن يكون أعضاء جند الله قد شنوا الهجوم انطلاقا من أراضيها. وفي أكتوبر تم اتهام الجنرال جعفري عبد المالك ريغي بتلقي تعليمات من جاهزة المخابرات الباكستانية والأمريكية والبريطانية للنيل من الأمن في جنوب شرق إيران. وتبنت حركة جند الله اعتداء بالقنبلة أسفر عن سقوط عشرين قتيلا وخمسين جريحا في مايو 2009 في مسجد شيعي في زاهدان. ويشار إلى أنه كثيرا ما تشهد محافظة سيستان بلوشستان مواجهات مسلحة بين قوات الأمن ومهربي المخدرات والبضائع الذين ينشطون بين باكستانوإيران. واعتقلت إيران شقيق عبد المالك ريغي، عبد الحميد وحُكم عليه بالإعدام وهو في انتظار تنفيذ الحكم. وأكد عبد الحميد في أغسطس 2009 عندما عرضته السلطات على الصحفيين في زاهدان أن "جند الله أنشأتها ودعمتها الولاياتالمتحدة التي تعطيها الأوامر".