قال الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن هناك 7 بلدان في إقليم شرق المتوسط أبلغت المنظمة رسميا عن 35 حالة إصابة بجدري القردة مؤكدة مختبريا، ولم تسجل وفيات ناتجة عنها. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي يعقده الآن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حول مستجدات جدري القردة وفيروس كورونا في الإقليم. وأكد المنظري، على الصعيد العالمي، فقد ظل عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها أسبوعيا في ارتفاع مستمر، ولم يتغير الوضع سوى في الأسبوع الماضي عندما أبلغ عن انخفاض بنسبة 21%. وأضاف المنظري أنه منذ الأول من يناير 2022، أبلغت 96 دولة عضوا في المنظمة عن أكثر من 40 ألف حالة إصابة مؤكدة مختبريا، منها 12 حالة وفاة. وأوضح أنه لا تزال فاشية جدري القردة آخذة في الانتشار إلى المزيد من بلدان الأقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية، ورغم أن المرض يصيب في الغالب الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، يظل الجميع عرضة للخطرِ، حيث تلقت المنظمة تقارير عن حالات عدوى بين الأطفال والنساء في إقليميا وعالميا. وذكر أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أعلن في 23 يوليو 2022 جدري القردة طارئة صحية عامة تسبب قلقا دوليا، والهدف من ذلك أن يدرك الجميع الخطر ويتخذوا جميع التدابير الوقائية الممكنة، أما الوصم والتمييز السلبي فلن يفضيا إلا لتأخير جهود التصدي وتشتيت الانتباه عما ينبغي عمله، بل يتعين بالمقابل أن ينصب التركيز الجماعي على الخروج باستجابة صحة عامة فعالة، من شأنها وقف سريان الفاشية واحتواؤها. وأكد المنظري أن معظم المصابين بجدري القردة بمقدورهم التعافي بأمان في المنزل بالعلاج الداعم، فإن ذلك المرض قد يسبب مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، ويسري ذلك خاصة على الفئات الضعيفة والعرضة للخطر، كالأشخاص الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقا، قائلا إنه ما زالت معلومات جديدة تتكشف عن جدري القردة وطريقة انتقال المرض وفعالية اللقاح. وتابع: "يجب أن يستند التصدي لجدري القردة إلى مبادئ الصحة العامة السليمة وممارساتها القويمة، لذا يجب بذل كل جهد للسيطرة على انتشار جدري القردة من البشر إلى البشر، وهو ما يتحقق باكتشاف الحالات وتشخيصها مبكرا، وعزل تلك الحالات، وتتبع المخالطين. وتظل المعلومات مصدر قوة. لذا، فإن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر بحاجة لمعلومات عن كيفية حماية أنفسهم والآخرين". وأضاف أنه يجب علينا توسيع نطاق الترصد، وتحسين التدبير العلاجي السريري، وتنفيذ الوقاية من العدوى ومكافحتها، بما في ذلك منع انتشارها إلى العاملين الصحيين، وتحاول المنظمة الإسراع في الدراسات البحثية بشأن فعالية اللقاحات والعلاجات وغيرها من الأدوات. وأكد المنظري أن اللقاحات وسيلة إضافية مكملة، فحاليا ما تزال إمدادات اللقاح محدودة، علاوة على أننا ما زلنا لا نعرف مدى نجاح اللقاح، ومع ذلك توصي منظمة الصحة العالمية بالتطعيمِ الموجه لمن يتعرضون أو يخالطون شخصا مصابا بجدري القردة، ومن يواجهون مخاطر تعرض مرتفعة كالعاملين الصحيين والعاملين في المختبرات، وذلك متى تتوفر تلك اللقاحات. وقال إن منظمة الصحة العالمية، وبوصفها الوكالة الرائدة في الأممالمتحدة في مجال الصحة، تواصل التنسيق وتقديم المعلومات والإرشادات إلى الدول الأعضاء والشركاء.