أثار فيلم سينمائي عن حياة الكاتب والروائي الفرنسي الشهير الكسندر دوما جدلا كبيرا بسبب اختيار ممثل ابيض لتأدية دور دوما الذي كان داكن البشرة وينحدر من أصل أفريقي، كما كان يعرف عن نفسه. وقد وقع الاختيار على النجم السينمائي جيرار دوبارديو-وهو أحد أكثر نجوم السينما شعبية في فرنسا- ليؤدي دور البطولة في فيلم "دوما الآخر" (L'Autre Dumas)، مما تطلب تغيير لون بشرته لجعلها داكنة وارتداء شعر مستعار مجعد لغرض تأدية دور دوما. ويقول المشككون أن الشركة السينما المسئولة عن إنتاج الفيلم تعمدت التقليل من شأن إثنية الكاتب الذي عاش في القرن التاسع عشر وينحدر من جد كان "عبدا في هايتي" ويشير إلى نفسه على أنه "أسود". ويعتقد هؤلاء أنه كان الأجدى بالسينما الفرنسية اختيار ممثل من إثنية مختلطة لتأدية الدور كما كان (دوما) فعلا. صدمة انطلاقا من هنا، جنحت القضية نحو جدل حول العنصرية إذ قال باتريك توزيس رئيس مجلس جمعيات السود في فرنسا إن "تاريخ وإرث دوما الأفريقيين يغيبان عمدا عن السينما وهذا أمر يسبب الشعور بالإهانة والصدمة". ويتابع توزيس بالإشارة إلى أن "ما جرى هو طريقة للقول أنه ليس بين سكان فرنسا السود أو من أصحاب الإثنيات المختلطة ممثلون موهوبون مؤهلون لتأدية هذا الدور وهذا أمر غير صحيح أبدا". ويقول المؤرخ الفرنسي كلود شوب أنه "على الرغم من تقدير غالبية الأدباء الذين عاصروا دوما في القرن التاسع عشر لكتاباته، إلا أنه كان دوما يتعرض للاستهزاء بسبب لون بشرته"، مضيفا أن "رسوم الكاريكاتير كانت دوما تصور دوما بشفاه غليظة وشعر أفريقي مجعد وكأنه وحش". حركة وحيوية في المقابل، رد منتجو ومخرجو الفيلم على هذا الجدل موضحين بأن اختيارهم لدوبارديو لتأدية الدور ناتج عن مزاياه المهنية والشخصية والتي تتناسب مع حركة وحيوية شخصية دوما. وختم المدافعون عن الخيار بالقول "على الرغم من اختلاف لون البشرة بين دوبارديو ودوما، لكن من هو أفضل وأهم من دوبارديو للعب دور شخصية بحيوية وألوان شخصية الكسندر دوما؟". ومن كتابات دوما التي اكتسبت شهرة عالمية والتي باتت من تلك التي تشكل مصدر فخر للفرنسيين بأدبهم، الفرسان الثلاثة (عام 1844) والكونت دي مونت كريستو (1845 - 1846) والملكة مارجو (1845) والرجل ذو القناع الحديدي (1847).