تعرض أسطول البحر الأسود الروسي في القرم لهجوم يوم الأحد بعد أن قصفت روسيا جنوبي أوكرانيا بعد منتصف الليل ما أسفر عنه مقتل تاجر حبوب. وأفاد ميخائيل رازفوجايف، حاكم سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، في منشور عبر منصة "تلجرام" يوم الأحد بأن الهجوم كان أوكرانيا، في الوقت الذي ألغت فيه المنطقة احتفالا بذكرى يوم البحرية الروسية. ونفت البحرية الأوكرانية مسؤوليتها عن الهجوم. وضربت طائرة بدون طيار ساحة مقر قيادة القوات في مدينة سيفاستوبول في جنوبي القرم، وتسيطر روسيا على الأقليم منذ أن ضمت روسيا شبه الجزيرة الأوكرانية في عام 2014. وقال رازفوجايف " في وقت مبكر من صباح هذا اليوم، قرر القوميون الأوكرانيون إفساد يوم بحريتنا. وكان قد تم التخطيط لإحياء هذه المناسبة في العديد من الأقاليم الروسية ولكن ألغيت في سيفاستوبول. وتابع رازفوجايف أنه لم يقتل أحد في الهجوم ولكن ستة من أفراد أسطول البحر الأسود الروسي أصيبوا. ودعا المواطنين "للتحلي بالهدوء والبقاء في المنازل قدر الإمكان". وأشار الحاكم إلى أن رجال جهاز الأمن الاتحادي الروسي يحققون في ملابسات الحادث. وفي مدينة ميكولايف جنوبي أوكرانيا، أسفر قصف روسي بعد منتصف الليل عن مقتل تاجر حبوب اوكراني وزوجته ، ووصف الحاكم الإقليمي الهجوم بأنه أحد أعنف الهجمات منذ بدء الحرب. وكتب الحاكم الإقليمي فيتالي كيم على تليجرام: "خلال الليل، لقي بطل أوكرانيا المدير العام ل(شركة الحبوب الأوكرانية) نيبولون، أوليكسي فاداتورسكي وزوجته راجيسا حتفهما بشكل مأساوي نتيجة القصف". وتردد أن ثروة فاداتورسكي تزيد على 400 مليون يورو (408 ملايين دولار). وأدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القصف ، ووصفه بأنه أحد أكثر عمليات القصف وحشية على ميكولاييف والمنطقة"، مضيفا " لن يمر أي هجوم روسي دون رد من جانب مسؤولينا العسكريين والاستخباراتيين". واتهمت أوكرانياروسيا أيضا بشن هجمات صاروخية تستهدف منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود. وقالت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني إنه تم إطلاق صاروخين من طراز إسكندر من شبه جزيرة القرم.ولم تعلق موسكو على الاتهامات حتى الآن. ويتعذر التحقق من مزاعم كلا طرفي الصراع بشكل مستقل. ومع استمرار الحرب في أوكرانيا وتحقيق روسيا تقدما متقطعا، استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مناسبة يوم البحرية لاستعراض القوة وإعلان عقيدة بحرية جديدة. وأكد بوتين جاهزية الأسطول الروسي للتصدي لكل ما يشكل تهديدا لأمن البلاد، وأن روسيا ستحمي حدودها البحرية بكافة السبل اللازمة، وذلك خلال عرض عسكري تضمن سفنا حربية وطائرات وآلاف الجنود بمدينة سان بطرسبرج. كما أعلن بوتين أن الصاروخ زيركون، وهو صاروخ كروز فرط صوتي جديد، سيدخل الخدمة قريبا، وستكون الفرقاطة "الأدميرال جورشكوف" أول قطعة بحرية يتم تزويدها بالصاروخ. وتنص العقيدة الروسية الجديدة على أن محاولة الولاياتالمتحدة للسيطرة على محيطات العالم تمثل "تهديدا للأمن القومي لروسيا". وتنص كذلك على توسيع البنية التحتية العسكرية في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا على البحر الأسود.كما تتضمن أيضا بناء حاملات طائرات حديثة. وفي الوقت الذي ظهر فيه بوتين أمام الآلاف، لم يذكر الحرب في أوكرانيا بشكل مباشر، لكنه شكر البحرية على قيامها بمهامها وأشاد بمستواها العالي في الاستعداد الدفاعي. ومن المقرر إقامة مسيرات لتكريم القوات البحرية الروسية في عدة مناطق من روسيا، بمشاركة 40 قطعة بحربة حربية، بما في ذلك الغواصات. كما تعتزم روسيا إجراء استعراض بحري في البحر المتوسط ، في ميناء مدينة طرطوس السورية، وفقا للكرملين.