عقد رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية باليمن محمد الولص بحيبح عددا من اللقاءات بكتاب وباحثين مهتمين بالشأن اليمني والعربي بالقاهرة، وناقش معهم المشهد اليمني وأزمة تمديد الهدنة الإنسانية بين طرفي الصراع في اليمن. والتقى الولص بالكاتب الصحفي الكبير عبد الله السناوي رئيس التحرير السابق لجريدة العربي الناصري والكاتب الصحفي محمد سعد عبدالحفيظ مدير تحرير جريدة الشروق وعضو مجلس نقابة الصحفيين، وناقش اللقاء الجهود الأممية والإقليمية لتمديد الهدنة الإنسانية بين طرفي النزاع في اليمن. وأوضح الولص خلال اللقاء أن مسار التسوية مع جماعة الحوثي صعب للغاية، مشيرا إلى أن هذه الجماعة رفضت كل مبادرات التسوية والسلام التي طرحتها أطراف إقليمة ودولية، وتحدث عن الدور الإيجابي والمتوقع من اللجنة العسكرية التي شكلها مجلس القيادة الرئاسي لدمج القوات العسكرية لكي يصبح موقف مجلس القيادة الرئاسي قويا وصلبا سواء مع السلام أو قيادة الحرب إذا تفاقمت الأمور مجددا. وتحدث السناوي عن الدور الإقليمي والدولي فيما يتعلق بالمشهد اليمني وعن الصراع في المنطقة، وكيف تحاول أمريكا نقل الصراع بينها وبين روسيا والصين إلى الشرق الأوسط. ولفت السناوي إلى أن اليمن أصبح للأسف ورقة ضمن مفاوضات القوى الدولية والإقليمية مع إيران، مشيرا إلى أن الصراع اليمني لن ينتهي إلا وفق توافقات إقليمية بين الرياض وطهران وأخرى دولية بين واشنطن وطهران. ولفت عبدالحفيظ إلى أهمية الشروع في حوار (يمني يمني) تمهيدا لبدء عملية تسوية سياسية تحقن الدماء، لافتا النظر إلى أهمية الزيارات التي قام بها رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي ومعه بعض أعضاء المجلس إلى العديد من الدول العربية ومنها زيارته للقاهرة ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، معربا عن تطلعاته في أن يكون هناك حدثا كبيرا لتغيير الأمور إلى الأفضل في المشهد اليمني من أجل استقرار اليمن. كما التقى رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية بمدير مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية الدكتور محمد فايز فرحات، وطرح الولص في اللقاء نشاط المركز ودوره في الاشتباك مع ملفات وقضايا المشهد اليمني. ولفت الولص في حديثه لمدير مركز الأهرام للدراسات إلى الخروقات التي تنفذها جماعة الحوثي والتي ترتقي لمرتبة جرائم الحرب في الوقت الذي يغض فيه الطرف المجتمع الدولي عن تلك الجرائم التي جرى بعضها رغم سريان الهدنة الإنسانية. وفي خلال اللقاء تمت المباحثات مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية حول بناء علاقات جيدة ومتينة في عدة جوانب منها الأكاديمي والمعرفي والبحثي والإعلامي وكيفية تطوير القدرات لدى كادر مركز البحر الأحمر عبر الاستفادة من الخبرات التراكمية والعريقة لمركز الأهرام الاستراتيجي الذي يعد واحد من أعرق مركز الدراسات حيث تم تأسيسه في العام 1968م. وأكد رئيس مركز الأهرام على اهتمام مصر وبالأخص مركز دراسات الأهرام بالشأن اليمني، مشيرا إلى أن هذا الاهتمام يعود إلى عمق العلاقة المصرية اليمنية، وإلى موقع اليمن الجيوسياسي المهم لمصر والمنطقة ككل. ولفت فرحات الى أهمية عمل النخب والمفكرين اليمنيين ومراكز الدراسات اليمنية في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة من تاريخ البلاد، وقال يجب أن يرتكز عملهم على عدم السماح بمزيد من تفكيك الدولة والمجتمع وضرورة توحيد التعليم وتوحيد القوات المسلحة خلف القيادة الحالية، وبناء الدولة اليمنية بهويتها العربية الأصيلة. وأعرب رئيس مركز الأهرام عن استعداد المركز لدعم مركز البحر الأحمر في مجال التدريب وتقديم الخبرات وتم مناقشة عقد دورات تأهيل وتدريب للكادر بمركز الأهرام ومؤسسة الأهرام للصحافة وذلك لتعزيز قدرات عمل الأبحاث والدراسات وتطوير الأداء الإعلامي لإدارة الإعلام بالمركز. حضر اللقاءات الدكتور مسلي بحيبح الباحث والمتخصص في العلاقات اليمنية الأوربية لدى مركز البحر الاحمر والذي قدم بدوره شرح كاف عن الجانب الأكاديمي للمركز، موضحا أهمية العلاقات الخارجية للمركز وتطويرها عبر بناء علاقات ممتينة واقامة شراكات مستدامة مع مراكز الدراسات الإقليمية والدولية. وحضرها أيضاً الكاتب والباحث المصري في الشأن اليمني ب«الأهرام» أحمد عليبه.