دافع رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية اليوم الجمعة، عن عمل الجهاز وسط تصاعد الجدل حول مزاعم بمحاولته التستر على تورطه في عمليات تعذيب. وفي مقال في صحيفة "ديلي تلغراف"، انتقد جوناثان ايفانز المدير العام لجهاز "أم آي 5"، تصريحات واحد من ابرز القضاة البريطانيين بان الجهاز يتبنى "ثقافة القمع". وفي تصريحات علنية نادرة، قال ايفانز إن الاتهام الذي جاء في مسودة حكم قضائي يرتبط بقضية أحد معتقلي جوانتانامو، "مخالف للحقيقة تماما". وأقر ببطء الاستخبارات البريطانية في رصد إساءة معاملة الأمريكيين للمعتقلين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، مضيفاً "نحن في الأجهزة البريطانية لم نمارس أية إساءة معاملة أو تعذيب، لا في ذلك الوقت ولا الآن، كما أننا لا نتآمر مع آخرين أو نشجعهم على ممارسة التعذيب نيابة عنا". وفي جزء من وثيقة يتضمن انتقادا شديداً لجهاز "أم آي 5"، تسرب رغم حذفه من حكم المحكمة النهائي المعلن، اتهم القاضي اللورد نيوبيرجر ذلك الجهاز بعدم احترام حقوق الإنسان وتضليل البرلمان. وجاء ذلك الحكم الأربعاء الماضي، عندما أمر القضاة بالكشف عن وثائق كانت سرية عن قضية المعتقل السابق في جوانتانامو بنيان محمد، أظهرت أنه تعرض للإساءة على أيدي السلطات الأمريكية. وكشف القضاة عن تقارير قدمتها وكالة المخابرات المركزية لجهاز الأمن الداخلي البريطاني تفيد بأن بنيام محمد، وهو إثيوبي مقيم في بريطانيا، يخوض معركة لإثبات تعرضه للتعذيب، وأن السلطات البريطانية علمت بذلك، كان يقيد بالأصفاد ويحرم من النوم ويهدد أثناء وجوده في الحجز الأمريكي. وقالت الحكومة البريطانية، إن كشف التقارير المتعلقة بمحمد بشكل كامل قد يجعل الولاياتالمتحدة أقل استعدادا لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع لندن ويضر بالتالي بالأمن القومي لبريطانيا.