انتهت وقائع الجلسة الثانية بالمؤتمر العالمي للبرلمانيين الشباب في نسخته الثامنة، مساء أمس الأربعاء، التي تُقام في مدينة شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبالتعاون مجلس النواب المصري مع الاتحاد البرلماني الدولي، ودارت الجلسة الثانية حول العمل البرلماني والتشريعات اللازمة لمكافحة تغير المناخ. وشهدت بداية الجلسة الثانية من مؤتمر البرلمانيين الشباب إلقاء كلمة من جيم سكيا أستاذ إمبريال كوليدج في لندن، المؤلف الرئيسي لتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في مشاركته عبر تقنية الفيديو، حيث بين أن المؤشرات السلبية تزيد من تعقيد ظاهرة التغير المناخي، وقال: نحن نقترب من انعقاد قمة المناخ العالمي "كوب 27" وربما هو الوقت المناسب الذي يمكننا فيه أن نسلط الضوء على قضية تغير المناخ.
وأضاف أنه حسب آخر التقارير هناك الكثير من المؤشرات السيئة التي تعكس أزمة التغير المناخي، مثل ارتفاع نسب انبعاثات الكربون والاحتباس الحراري في العالم، لاسيما في قارة أمريكا الشمالية التي ارتفعت فيها نسبة انبعاثات الكربون لأكثر من 20%، ما أدت إلى زيادة المخاطر والأضرار على البيئة والسكان، كما سببت التغيرات المناخية إلى انحدار معدلات النمو في العالم خلال السنوات الماضية.
وواصل: إذا لم تنجح الدول في الإيفاء بتعهداتها كما جاء في اتفاقية باريس فإننا لن نستطيع التغلب على تأثيرات التغير المناخي، بل يمكننا القول إن لم نحد الآن من ارتفاع انبعاثات الغاز والكربون وقبل حلول عام 2030، لن نستطيع بعد ذلك فعل أي شيء.
وتابع: رغم المؤشرات السلبية هناك بعض الأخبار الجيدة، وهو ارتفاع نسبة الدول التي تستخدم الطاقة البديلة، ووجود أدوات اقتصادية فعالة من شانها تحقيق تأثير كبير، كما أن نصف انبعاثات الكربون التي شهدنها خلال العشر سنوات الماضية تم تقليلها، كما استطعنا تحقيق 10 بالمئة حتى الآن من خطة تقليل الانبعاثات دولياً، وقد نحتاج 10 سنوات حتى نستطيع تحقيق أهدافنا وأبرزها تقليل نسبة الاحتباس الحراري بنسبة 1.5، ولتحقيق ذلك نحن بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات والموارد الاقتصادية، وسد الفجوات في الكثير من القطاعات التي لا تعمل مع خطط التغير المناخي، وتقليل التفاوت بين الدول النامية والمتقدمة، والتأكد من وجود سياسات وأموال للعمل على أخذ خطوات فعالة للحد من تأثيرات التغير المناخي.
وعقّب النائب أشرف رشاد رئيس الأغلبية البرلمانية خلال مشاركته في جلسة مؤتمر البرلمانيين الشباب بأهمية اتخاذ خطوات فعالة، كما أشار على دور مصر ومبادراتها للحفاظ على البيئة، وقال: يواجه العالم اليوم أبرز التحديات المناخية في هذا العصر بسبب وصول نسبة الغازات المنبعثة إلى أرقام قياسية، دعونا نتفق أن زيادة النشاط الصناعي وراء هذا التغير، والوصول إلى صفر انبعاثات يحتاج إلى تحرك دولي وجهود ضخمة، حيث إن حالات الاحتباس المرتفعة انعكس على حالات الطقس مثل ارتفاع درجات الحرارة في العالم وتسببها بالحرائق في الكثير من الدول، ورغم الاتفاقيات وأبرزها اتفاقية باريس، نؤكد أننا لم نأخذ الخطوات كافة كما ينبغي، وهو ما أدى إلى تأزم حالة المناخ العالمي.
وأضاف رشاد: مصر كانت أولى الدول الموقعة على اتفاقية باريس، ولديها الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة "مصر 2030" ، والتي تستهدف تغيير السلوكيات ونشر الوعي البيئي وحث المواطنين - وخصوصًا الشباب - على المشاركة في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لضمان استدامتها حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة، كما تستهدف المبادرة نشر الوعي بالحفاظ على المحميات الطبيعية وإدارتها وفق المستويات العالمية بما يضمن الحفاظ على توازن النظم الإيكولوجية وتعظيم فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح أن مصر كانت سباقًا في سن التشريعات منذ عام 1994 للحفاظ على البيئة، منها قانون تنظيم إدارة المخلفات التي تضمن المزيد من الحلول والحوافز لتشجيع المجتمع على التعاون مع حكوماتهم. نؤمن اليوم بامتلاكنا أليات وأدوات وكل الإمكانيات التي تساعدنا على الحد من آثار تغير المناخ، وهي لحظة فارقة أمام الشباب لتغيير مجتمعاتهم والعالم.