أحمد السبكى: 51.2 مليار جنيه تكلفة المرحلة الأولى من منظومة التأمين الصحى الجديدة مضاعفة رواتب العاملين بالمنظومة عدة مرات بعد اختيارهم عن طريق لجان متخصصة حصول 33 منشأة صحية تابعة للهيئة ببورسعيد والأقصر على الاعتماد... وتجهيز مستشفيات السويس وأسوان قال الدكتور أحمد السبكى، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، مساعد وزير الصحة، والمشرف العام على مشروع التأمين الصحى الشامل، إن جائحة فيروس كورونا التى ضربت العالم خلال العامين الماضيين لم تؤثر على تنفيذ مشروع التأمين الصحى الشامل، مشيرا إلى أنه تم إنفاق 51.2 مليار جنيه على المرحلة الأولى للمشروع. وكشف السبكى فى حوار مع «الشروق» عن دور الهيئة العامة للرعاية الصحية فى دعم جهود الدولة للسيطرة على فيروس كورونا والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية فى البلاد. ما تكلفة التأمين الصحى الشامل حتى الآن؟ تكلفة مشروع التأمين الصحى الشامل فى محافظات المرحلة الأولى التى تضم بورسعيد والأقصر، والإسماعيلية وجنوب سيناءوالسويس وأسوان بلغت حتى الآن 51.2 مليار جنيه، منها 34 مليار جنيه تكلفة البنية التحتية للمنشآت الصحية، و8.885 مليار جنيه تكلفة التجهيزات الطبية وغير الطبية للمنشآت، و3 مليارات جنيه تكلفة التشغيل لمدة 3 أشهر، بالإضافة إلى 5 مليارات جنيه تكلفة الميكنة للمنظومة بتلك المحافظات. متى سيتم إطلاق خدمة التأمين الصحى الشامل بمحافظتى السويس وأسوان؟ يجرى حاليا تطوير مراكز ووحدات طب الأسرة بمحافظتى السويس وأسوان، استعدادا لإطلاق منظومة التأمين الصحى الشامل الجديد بهما، لتكتمل بذلك محافظات المرحلة الأولى للمشروع، ومن المقرر الانتهاء من أعمال تطوير جميع مراكز ووحدات طب الأسرة بالمحافظتين خلال الفترة المقبلة، كما أنه من المقرر ارتكاز منظومة التأمين الصحى الشامل الجديد على 35 منشأة صحية بالسويس، و123 منشأة صحية بأسوان. كم عدد مستشفيات التأمين الصحى الشامل التى حصلت على الاعتماد من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية؟ حصلت 33 منشأة صحية تابعة للهيئة فى بورسعيد والأقصر خلال أقل من عام على درجة الاعتماد القومى طبقا للنسخة المحدثة لمعايير اعتماد المستشفيات والمعتمدة دوليا من جمعية الإسكوا العالمية، والتى تضاهى نظم الصحة العالمية لضمان سلامة وأمان وجودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، كركيزة أساسية فى نجاح تقديم الخدمات بمنشآت هيئة الرعاية الصحية، وذلك علاوة على نجاح الهيئة العامة للرعاية الصحية فى تسجيل 80% من المنشآت الصحية التابعة للهيئة بالأقصر، وكذلك نجاح تسجيل 75% من منشآت الهيئة بالإسماعيلية، وذلك لنجاحهم فى اجتياز الشروط والمعايير الموضوعة للجودة وسلامة وأمان المرضى، والتى تضاهى أعلى المعايير العالمية. هل هناك خطة للانتهاء من تسجيل المنشآت الصحية؟ هناك خطة للانتهاء من تسجيل جميع المنشآت الصحية التابعة للهيئة بمحافظتى الأقصر والإسماعيلية فى يوليو القادم، إضافة إلى محافظة بورسعيد عدا مستشفيى التضامن والمبرة لأنهما تحت التطوير حاليا حيث يتم ربطهما بشكل متطور ليصبحا أكبر مجمع طبى فى بورسعيد تحت اسم «مجمع الشفاء الطبى». كيف يتم التجهيز لتطبيق التأمين الصحى الشامل؟ المحاور الاستراتيجية لمشروع التأمين الصحى الشامل الجديد هى التخطيط الاستراتيجى، والذى يختص بوضع خريطة صحية وسكانية للمحافظة لتحديد الاحتياجات الصحية لكل محافظة وتطبيق المشروع داخل كل محافظة وفقا لطبيعتها ولطبيعة سكانها، إلى جانب إعداد البنية التحتية والتجهيزات. هذا بالإضافة إلى التحول المؤسسى، حيث تئول جميع الأصول العلاجية والمنشآت الصحية التابعة لأمانة المراكز الطبية المتخصصة أو هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية أو المؤسسة العلاجية التابعة لوزارة الصحة، إلى الهيئة العامة للرعاية الصحية ويتم نقل تلك الأصول إليها، للعمل على إدارة وتشغيل المنشآت الصحية، أى تنتقل المنشآت إلى الهيئة العامة للرعاية الصحية، والذى يعنى إدارة وتشغيل المنشآت الصحية من جهة واحدة بمعايير موحدة ومطابقة للمعايير العالمية. إلى جانب الميكنة والتحول الرقمى، حيث تهتم الهيئة العامة للرعاية الصحية بالميكنة والتحول الرقمى للخدمات الصحية، والتأهيل للتسجيل والاعتماد، والذى يعنى تأهيل المنشآت الصحية لحصولها على درجة الاعتماد القومى طبقا لمعايير GAHAR2021 المعترف به دوليا من منظمة الإسكوا العالمية. ويعتبر التسجيل وفتح ملفات طب الأسرة بالتسجيل الإلكترونى للمواطنين داخل المنظومة وفتح الملفات العائلية، من أهم خطوات التأمين الصحى الشامل، ويوجد حتى الآن أكثر من 4 ملايين ملف طبى إلكترونى للمنتفعين والمسجلين بمنظومة التأمين الصحى الشامل الجديد بمحافظات المرحلة الأولى. كيف يتم اختيار مقدمى الخدمة بمستشفيات التأمين الصحى الشامل؟ وكيف تقدر رواتبهم؟ اهتمت منظومة التأمين الصحى الشامل الجديد بتحسين بيئة العمل لمقدمى الخدمة الصحية من الأطباء والصيادلة والتمريض وغيرهم من الفئات التخصصية النوعية والفنية والإدارية، بما ينعكس إيجابا على مستوى جودة الخدمات والرعاية الصحية المقدمة للمرضى وتوفير أفضل رعاية طبية لهم. ويتم اختيار القوى البشرية العاملة بالهيئة وفروعها ومنشآتها الصحية المختلفة بمحافظات التأمين الصحى الشامل، عن طريق لجان تضم أعلى مستويات الخبرة فى اختيار القوى البشرية، كما اهتمت منظومة التأمين الصحى الشامل بتحسين بيئة العمل لمقدمى الخدمة الصحية من خلال تحسين الرواتب والأجور والتى تضاعفت عدة مرات بالنسبة للعاملين لتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم، إلى جانب الاهتمام بالعمليات التدريبية لمقدمى الخدمة الصحية على أحدث المناهج التدريبية كل فى تخصصه، وكذلك إنشاء نظام للتقييم العادل للعاملين، بما يتماشى مع تحقيق رؤية وأهداف الهيئة نحو تقديم نموذج متطور للرعاية الصحية فى مصر وبجودة عالمية. كيف ساعدت هيئة الرعاية الصحية الدولة فى السيطرة على فيروس كورونا؟ مع بداية الجائحة كانت هيئة الرعاية الصحية تعمل فى محافظة بورسعيد فقط، فخصصت الهيئة مستشفى المبرة بالكامل كمستشفى عزل، لمواجهة الأزمة بقوة 16 سرير رعاية مركزة، و46 سريرا داخليا، ومع زيادة أعداد الحالات تم تشغيل مستشفى الحياة بورفؤاد بالكامل لتصبح المستشفى الثانى الذى يعمل كمستشفى عزل بالمحافظة، تلاها تشغيل مستشفى 30 يونيو كمستشفى عزل ثالث بالمحافظة، وذلك فى إطار تفعيل الهيئة خطط الطوارئ وزيادة عدد الأسرة واللوجستيات لمجابهة الجائحة. وبعد تشغيل مستشفيات الهيئة فى محافظة الأقصر، واستمرار دورها فى مواجهة الجائحة تم تخصيص مستشفى الأطفال التخصصى «العديسات سابقا» لاستقبال الحالات من مصابى الفيروس، وتقديم خدمات والرعاية الصحية اللازمة لعلاجهم، إضافة إلى فتح أقسام للعزل بالمستشفيات الأخرى التابعة للهيئة فى المحافظة، كمستشفيات حورس التخصصى وإيزيس التخصصى. واستقبلت المستشفيات المخصصة للعزل التابعة للهيئة بمحافظتى بورسعيد والأقصر 8085 مريض، منهم 4547 مريضا بالأقسام الداخلية بالمستشفيات، إضافة إلى علاج 3538 مريضا بأقسام الرعاية المركزة بالمستشفيات. وفى إطار سعى الهيئة لتقديم رعاية صحية متكاملة لمرضى الفيروس، وتخفيف العبء والضغط على مستشفيات الهيئة فى ظل تزايد الإصابات، واتباعا لبروتوكول العزل المنزلى للحالات البسيطة الصادر من اللجنة العليا لفيروس كورونا بوزارة الصحة، تم تفعيل متابعة العزل المنزلى للمصابين عن طريق الاتصال تليفونيا بخط الاستشارات الطبية عن بُعد، أو تنفيذ الزيارات المنزلية. واستقبلت الهيئة 24 ألفا و907 طلبات استشارة عن طريق خط الاستشارات الطبية تم التعامل الفورى معها، وإحالة 940 حالة منهم إلى المستشفيات لتلقى الرعاية الصحية والعلاجية اللازمة لهم باعتبارهم من الحالات المتوسطة والحرجة التى تستلزم علاجها بالمستشفيات، علاوة على تنفيذ 1200 زيارة منزلية لمتابعة الحالة الصحية لمرضى فيروس كورونا من حالات العزل المنزلى. وتم تجهيز 104 مراكز بالمنشآت الصحية التابعة للهيئة بمحافظات بورسعيد والأقصر والإسماعيلية لتيسير تلقى المواطنين لجرعات اللقاح المضادة للفيروس بها، حيث تم تطعيم أكثر من 238 ألف مواطن داخل تلك المراكز بجرعات اللقاح المضاد للإصابة بالفيروس أو تخفيف الأعراض والمضاعفات حال الإصابة به. وتم تقديم أكثر من 20 ألف استشارة طبية ضمن مبادرة (اطمن)، عبر تطبيق البالطو لتقديم الاستشارات الطبية عن بُعد، لمنتفعى التأمين الصحى الشامل بمحافظتى بورسعيد والأقصر، حيث تم تقديم 12 ألفا و302 ألف استشارة نصية عبر التطبيق لمنتفعى التأمين الصحى الشامل ببورسعيد والأقصر، و7 آلاف و812 استشارة عبر الفيديو كول، وذلك فى تخصصات الباطنة والأطفال والنساء والقلب والصدر والنفسية والجلدية والتغذية بشكل أساسى من خلال كبار الأطباء الاستشاريين والأخصائيين العاملين بمستشفيات هيئة الرعاية الصحية. هذا إلى جانب إطلاق هيئة الرعاية الصحية استمارة الفرز الإلكترونى لتقييم الحالة الصحية للمرضى عن بعد من منازلهم، إضافة إلى مبادرات تسليم الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة بمحل إقامتهم كونهم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، إلى جانب تركيب خيام طبية للفرز المبدئى لحالات الإصابة بكورونا من المترددين على المنشآت الصحية التابعة للهيئة، وتحويلهم للعلاج بالمنشآت الصحية المخصصة للعزل قبل دخولهم إلى المنشآة الراغبين تلقى الخدمة الطبية بها، وتخصيص مسارات آمنة داخل المستشفيات المخصص منها أقسام للعزل، وذلك لحماية المترددين على المنشآت الصحية والأطقم الطبية والإدارية والفنية وغيرها من الإصابة بعدوى الفيروس. هل تسببت جائحة كورونا فى تأخير تطبيق التأمين الصحى الشامل بالشكل المخطط له؟ لم تتسبب جائحة كورونا فى تأخير تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل الجديد بالشكل المخطط لها، فظل العمل بالمشروع على قدم وساق مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية ضد فيروس كورونا، حيث أثبتت جائحة كورونا تماسك النظام الصحى المصرى، حيث نجحت مصر فى إحداث توازن بين الرعاية الصحية واتخاذ الإجراءات الاحترازية ضد الفيروس وفى ذات الوقت الحفاظ على المكتسبات الاقتصادية ودفع عجلة التنمية وعدم توقف المشروعات، ومنها مشروع التأمين الصحى الشامل الجديد. كيف تصف تقارير رضاء المنتفعين بمستشفيات التأمين الصحى الشامل الخدمة المقدمة بهذه المستشفيات؟ تم تحقيق أعلى معدلات رضاء المواطنين عن الخدمات والرعاية الصحية المقدمة إليهم بالمنشآت الصحية التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية تحت مظلة التأمين الصحى الشامل الجديد، بما يتخطى نسبة 93% رضاء عن الخدمات المقدمة إليهم، والذى يؤكد إعادة صياغة المشهد الصحى فى مصر واستعادة ثقة المواطنين فى الخدمات الصحية الحكومية، وذلك تنفيذا لتعليمات القيادة السياسية الواضحة بتقديم أعلى مستوى من الخدمات الصحية للمواطن وان رضاءه عن الخدمة هو الهدف. كما شملت آليات زيادة معدلات رضاء المنتفعين تدريب مقدمى الخدمة الصحية على لغة الإشارة بما ييسر التواصل مع ذوى الهمم والقدرات الخاصة وتيسير حصولهم على الخدمات الصحية إيمانا من الهيئة العامة للرعاية الصحية بأحقيتهم فى الدمج المجتمعى وتحقيق التغطية الصحية الشاملة لجميع أفراد المجتمع، بعدالة وكرامة وجودة ودون تمييز، أساس مشروع التأمين الصحى الشامل الجديد.