الرواية حصدت «أغلبية ساحقة» من لجنة التحكيم.. وتدور حول عجوز تصارع الاكتئاب بعد وفاة زوجها وتقرر الخروج للحياة مرة أخرى كتبت منى غنيم: فازت رواية «مقبرة الرمال» للمؤلفة الهندية، جيتانجالى شرى والتى قدمت لها الترجمة، ديزى روكويل، بجائزة البوكر الدولية لهذا العام، لتصبح أول رواية مترجمة من اللغة الهندية أو مكتوبة بها تفوز بالجائزة الأدبية المرموقة. وتحصلت كلا من «شرى» و«روكويل» على جائزة مالية قدرها 50000 جنيه إسترلينى تم تقسيمها بين المؤلف والمترجم بالتساوى، وتدور أحداث الرواية الفائزة حول امرأة تبلغ من العمر 80 عامًا، تسقط فى هاوية الاكتئاب بعد وفاة زوجها ثم بعد فترة تقرر جمع شتات نفسها والخروج للحياة مرة أخرى، فتسافر إلى مسقط رأسها باكستان حيث تحاول تقييم ذكرياتها مع الأمومة ومع النسوية ومع تجربتها كمراهقة مع تقسيم الهندوباكستان الذى وقع عام 1947. ووصف رئيس لجنة التحكيم لجائزة هذا العام وأول مترجم يترأس لجنة التحكيم، فرانك وين، الرواية بأنها «جذابة وساحرة وتتمتع بروح الخفة والمرح على الرغم من الموضوعات الرصينة المختلفة التى تتناولها»، وقال «وين»: إن اختيار لجنة التحكيم للكتاب كان ب «أغلبية ساحقة». وتضمنت لجنة تحكيم الجائزة هذا العام: المؤلفة والأكاديمية ميرف إمرى، والكاتبة والمحامية بيتينا جاباه، والكاتبة ومقدمة البرامج الإذاعية والبودكاست فيف جروسكوب، والمترجم والمؤلف جيريمى تيانج، نقلًا عن صحيفة «الجارديان» الريطانية. وقد صدر ل «شرى» ثلاث روايات والعديد من مجموعات القصص القصيرة، على الرغم من أن الرواية الفائزة هى أول أعمالها التى تُنشر فى المملكة المتحدة، بينما تعمل «روكويل» كرسامة وكاتبة ومترجمة تعيش فى فيرمونت بالولايات المتحدة، وقد ترجمت عددًا كبيرًا من الأعمال من الأدب الهندى والأوردو. وقال «وين»: إن ترجمة «روكويل» كانت مذهلة، واحتفظت بروح النص الأصلى بدون أى تلاعب، وهو أمر صعب لأن الكثير من النص الأصلى يعتمد على التلاعب بالألفاظ وعلى مصطلحات وأفكار خاصة بالثقافة الهندية. وتولت دار نشر «تايتلد أكسيس بريس» المستقلة مهمة نشر الكتاب فى بريطانيا، وقد أسستها ديبورا سميث، التى فازت بدورها بجائزة البوكر الدولية عام 2016 مناصفة مع المؤلفة الكورية هان كانج عن رواية «النباتى»، واستخدمت مكاسبها من الجائزة لتأسيس دار النشر. وكشف «وين» عن أن المسابقة هذا العام شهدت حضورًا كبيرًا لدور النشر الصغيرة المستقلة، ووجّه لهم الشكر من أجل جهودهم الهائلة فى جلب الأعمال المترجمة إلى الثقافة الغربية، وأكد أنه يأمل أن يؤدى فوز الرواية إلى تشجيع المزيد من ترجمات الكتب من لغات غير أوروبية. وقال «وين»: «على الرغم من حقيقة أن بريطانيا لديها علاقة طويلة الأمد مع شبه القارة الهندية، إلا أن هناك عددًا قليلا جدًا من الكتب المترجمة من اللغات الهندية، والهندية، والأردية، والمالايالامية، والبنغالية»، وأضاف: «أعتقد أن السبب وراء ذلك أن قسمًا فرعيًا من الكُتّاب الهنود يكتبون باللغة الإنجليزية، بينما هناك الكثير والكثير من الكتاب الهنود لا نعرف عنهم شيئًا لمجرد أنه لم تتم ترجمة أعمالهم للغة الإنجليزية». وقد تقدم للجائزة هذا العام 135 كتابًا، وشملت الكتب الأخرى الموجودة فى القائمة المختصرة: رواية «كتب يعقوب» للكاتبة أولجا توكارتشوك الحائزة على نوبل، وترجمتها جينيفر كروفت من البولندية، ورواية «الأرنب الملعون» من تأليف بورا تشونج، وترجمها أنتون هور من اللغة الكورية، ورواية «اسم جديد: علم السبعولوجيا السادس والسابع» لجون فوس، وترجمها داميون سيرلز من النرويجية، ورواية «الجنة» لميكا كاواكامى، وترجمها كل من سام بيت وديفيد بويد من اليابانية ؛ ورواية «إلينا تعرف» لكلوديا بينيرو، وترجمها فرانسيس ريدل من الإسبانية. وقد حصدت الجائزة العام الماضى رواية «فى الليل، كل الدماء سوداء» بقلم ديفيد ديوب، والتى ترجمتها عن الفرنسية آنا موسكوفاكيس، وتعد المرة الأولى التى يفوز فيها روائى فرنسى بالجائزة.