يؤلف ويلحن ويغنى لأنه يريد أن يكون مختلفا عمن حوله، وعن الذين يقدمون أفكارا «مستهلكة»، على حد قوله، غنى طراطير تحت شعار «اللى على رأسه بطحة» ويرى أن الألبوم يجب أن يعكس حالة المطرب وقت تحضيره، كما يرى أن سبب تحكم المنتجين فى المطربين هم الناس.. محمود العسيلى الذى قابلناه فى مقره السرى على قهوة «حوكة» فى حوار بدون مونتاج فى السطور القادمة! لماذا تصر على أن تكون ملحنا ومؤلفا لأغلب أغنياتك؟ لأننى أريد أن أقول شيئا فيما أغنيه.. أنا لم أدخل مجال الغناء لأنى أريد أن أصبح مغنيا!، دخلته حتى يكون لى شكل وسكة مختلفة فى المزيكا والكلام.. العمية الآن أصبحت مثل المعلبات.. كله يضرب نفس النوع من العصير، أنا لا أريد هذا.. أنا أريد أن أشرب مياها غازية.. أريد أن أكون مختلفا!. ولكنك لو بحثت سوف تجد من يحقق لك المعادلة؟ استعنت ببهاء الدين محمد وأيمن بهجت قمر، وغير ذلك أسمع الكثير وأجده متشابها، الكل يريد إرضاء الذوق العام وركوب الموجة دون التفكير فى التغيير. لماذا تأخر طرح الألبوم كل هذه الفترة؟ حتى أستطيع أن أخرج الألبوم فى صورة لائقة، فالحمد لله أسوأ تعليق سمعته عن الألبوم حتى الآن أنه يتضمن سبعة أغان جميلة من بين عشر، هذا أسوأ تعليق وهذا بالنسبة لى إنجاز كبير جدا، الشريط أخذ مجهودا كبيرا حتى يكون أقوى كثيرا من الألبوم السابق، وتأخرت حتى أخرج بمنتج يشعر المستمعون معه بأنه مختلف. ألا ترى أن الألبوم تسيطر عليه حالة واحدة مرتبطة بزواجك الذى تم أخيرا؟ بالتأكيد طبعا، فى أوروبا وأمريكا الألبوم يعبر عن حالة المطرب ويعرفهم إذا كان حزينا أو مبسوطا، وكأنه يشاركهم حالته النفسية.. هذا ما أفعله، ستجد أن كل ألبوم يمثل حالتى النفسية فى وقت تحضيره!. ولكن الألبوم يجب أن يقدم للمستمعين حالات متعددة؟ وجهة نظرى أن الإنسان عبارة عن حالة.. وبالفعل اخترت أغانى الألبوم سألت من حولى إذا كانت تكفى أغنية حزينة فى الألبوم فأكدوا لى هذا. لكن عموما أحترم أى وجهة نظر أخرى. أغنية «طراطير».. هل قصدت بها اسقاطات سياسية؟ «طراطير» تتحدث عن السلبية.. الشعب المصرى والعربى الآن أصبح يعانى حالة غير مسبوقة من السلبية، الناس لا تجتمع على شىء لإنجازه.. «طراطير» توجه نقدا لكل إنسان فارغ من داخله.. ممكن يكون فيها اسقاطات سياسية أو اجتماعية.. بما معناه «اللى على رأسه بطحة يحسس عليها»!. جيل الشباب هو أكثر جيل يتهم بالسلبية والفراغ.. ما رأيك فى هذا؟ المسألة ليست مرتبطة بجيلنا ولكنها مرتبطة بالناس كلها.. لو سألت أى شخص: ما أهدافك فى حياتك؟..ما الذى تتمناه؟ فسيقول لك «يكون معايا فلوس وأتجوز واحدة مزة وشكرا».. لا يوجد هدف يبحث عنه الناس.. الناس كلها تعيش من أجل أن تأكل وتنام.. هذا غير إيجابى لأننا لسنا قططا.. بلدنا له تاريخ ومكانة عظيمة ولكننا لا نحافظ عليهما.. هذه الحالة موجودة عند الشباب، وغيرهم بالمناسبة. المنتج هل له رأى فى اختيارك أغانى ألبوماتك؟ أنا أنفذ الألبوم بنظام المنتج المنفذ ثم أسلمه أسطوانة عليها الألبوم مسجل بالكامل، ولذلك فهو لا يتدخل فى اختياراتى؟ بمناسبة حديثنا عن المنتج.. الأغنية ملك من.. الفنان أم المنتج؟ المنتج طبعا، فهو الذى صرف على الأغنية وبالتالى فهى ملكه ويستغلها كما يريد.. أنا أملك فقط حق الأداء العلنى. هل الصراعات الموجودة بين المطربين والمنتجين تسىء للوسط الفنى بصفة عامة؟ المشكلة فى بلدنا أن كل شخص لا يأخذ حقه.. فى الخارج ال«دى جى» إذا شغل أغنية لمطرب يدفع له.. عندى أصدقاء عزفوا فى حفلة للشاب خالد فى فرنسا منذ عشر سنوات.. حتى الآن تصل لهم نقود من حقوقهم من إعادة بث الحفلة وبيعها. ولكن بنود العقود الحالية فى مصر تجعل المطرب تحت أمر المنتج؟ دعنى أقول لك شيئا: الجمهور هو السبب فى ذلك.. مثلا، البند الذى يلزم المطرب بدفع نصف أجره فى الحفلات للمنتج.. لو كان الجمهور يشترى الألبومات ولا يحملها من الإنترنت لما أصبح هذا حالنا.. من يحمل الأغانى من على الإنترنت بالضبط كأنه قتلنى لأنه لم يقدر تعبى طوال السنين وإنفاقى مبالغ طائلة.. هذا التصرف من الناس يدمر صناعة الموسيقى فى مصر والوطن العربى.