شهدت الأقصر انطلاق موسم حصاد محصول العنب بأنواعه المختلفة بغرض تصديره للأسواق الأوروبية، وذلك في وقت مبكر عن مثيله في عدد كبير من محافظات مصر، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة بالمحافظة. وقال عبد الصبور عبد الوهاب، أحد زارعي المحصول بالعوامية بالأقصر، إن المحافظة تشتهر بزراعة العنب خاصة مدينتي الطود وإسنا اللتان يضما مزارع كبيرة، وذلك نظرًا لجودة التربة الموجودة بأراضي المحافظة ومناخها الذي يسهم في نضوج المحصول مبكرًا ما يؤدي إلى الجني المبكر. وأضاف عبد الوهاب ل"الشروق"، أن تربة أراضي الأقصر الزراعية تمتاز بإنتاجية عالية لمحصول العنب نتيجة خصوبتها، ولذلك لا يتم تسميده بالأسمدة الكيماوية على الرغم من اعتماده الأساسي عليها. ولفت إلى أن زراعة محصول العنب تبدأ من منتصف شهر يناير وحتى منتصف شهر فبراير، وفي هذه المدة تبدأ عملية "تقليم العنب"، وبعد ذلك يجري التربيط، وتنفيذ الخدمة الشتوية حتى يتم الحصول على محصول جيد. وأشار عبد الحميد سعدي، أحد زارعي المحصول بنجع الشيخ في الأقصر، إلى أنه نظرا لحساسية محصول العنب، يتم زراعته وحصده في وقت مبكر بالمحافظة لارتفاع درجات الحرارة فيها، عكس باقي المحافظات التي يحصد مزارعوها المحصول عادة في شهر يوليو من كل عام. وأوضح سعدي، ل"الشروق" أن عملية الحصاد في الأقصر تبدأ في أواخر مايو وتنتهي في شهر يوليو، ويراعي المزارعين أن تتم عملية الحصاد في وقت تكون فيه درجات الحرارة منخفضة نوعا، وهو في الغالب يكون يوميا من بعد أذان الفجر حتى الثامنة أو التاسعة صباحا، لأن قطف العنب لابد أن يتم في درجات حرارة لا تزيد عن 28 درجة مئوية، ويتم وضعه بعد القطف مباشرةً في برادات للحفاظ على درجة حرارته. واستطرد أنه بعد الحصاد يتم نقل المحصول من المزارعين إلى شركات متخصصة في التصدير للأسواق الأوروبية، أو للشوادر الموجودة بالمحافظة، وذلك يتم في وقت سريع، خاصة إذا كان النقل إلى مسافات طويلة ويستعان في ذلك بشاحنات مزودة بثلاجات للحفاظ على درجة حرارة المحصول. ولفت أحمد الحلبي، أحد زارعي المحصول بالبياضية في الأقصر، إلى أن عملية حصد العنب تتم من خلال طريقتين: الأولى عن طريق ماكينات مخصصة لذلك الأمر وفيها يتم استخدام العنب لصنع النبيذ الأحمر والأبيض، والثانية يدويا، وفيها يتم استخدام العنب للوضع على الموائد بهدف الأكل. وأكد الحلبي، ل"الشروق" أن الطريقة الثانية هي السائدة في الأقصر، وتوفر فرص عمل كثيرة للشباب والفتيات كون أن أعمال الحصاد تحتاج أيدي عاملة بشكل كبير، وهو ما يساعد في إنجاز الوقت المستهدف في الحصاد، وينتج عنه فائض يتم توريده لعدد من المحافظات، منبها إلى أن توريد العنب يتوقف على مواصفاته، مثل درجة السكريات داخله، وحجم حباته ومقاسها.