قال الدكتور محمد إبراهيم سليمان، مسؤول الدعوة والإرشاد بمديرية الأوقاف بالدقهلية، إن الجميع يستنكر ما يتردد عن ذبح أم أبنائها الثلاثة، حيث إن هذا يعد أمرًا مخالفًا للفطرة والدين والمجتمع ولا ينتج إلا عن مختل أو عقل غائب عن السيطرة أو يتعاطى المخدرات. وأضاف سليمان، في تصريحات ل " الشروق"، أن حديث الرسول الذي قاله لأصحابه فيه بأنه يحب أن يسبقه نجله للجنة كان بغرض المواساة وليس لغرض آخر، وهو الحديث الذي تحدث عن ذلك الأمر. من جانبه، قال إخصائي الصحة النفسية، عزت طه: "أصبحنا في مرحلة الجرائم النفسية المعقدة فهذه المرة لم تقتل الأم أطفالها لأنها خانت أو حملت من سفاح أو أنها تريد ولد، ولكن قتلت أطفالها لأنها فشلت في تربيتهم". وأضاف طه، ل" الشروق": "فقًا لما كتبته في الرسالة يجب أن نتوقف هنا كونها تركت رسالتها بأنها أرسلت أطفالها للجنة، ولم تشر بالقصور إلا لنفسها ولم تلم أحدًا، بل كانت تلوم نفسها فقط"، قائلًا: " السؤال هنا هل اللوم قادر على الوصول بالإنسان إلى هذا الحد من الإغلاق في التفكير، أم أنها كانت تعاني من مرض نفسي وكثيرة هى الامراض النفسية التي ولدتها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، وأنها تعاني من تشوهات نفسية وسيكوباتية أدت بها لهذا السلوك". وتابع: "التشوه الوجداني المصاحب للسلوك واضح فيه نبرات الاكتئاب الحاد وهو نتاج تراكم لمراحل متطورة للاكتئاب، وهذا أبسط ما يمكن وصفه في هذه الجريمة النفسية العقلانية المبنية على فكر خاطئ وافتراض خاطئ وقناعات خاطئة". وكشف الأجهزة الأمنية، عن وجود خطاب يثبت ذبح ربة منزل أطفالها الثلاثة في الدقهلية. وكانت استقبلت مستشفى منية النصر سيدة مصابة بجروح متفرقة؛ نتيجة إلقائها بنفسها أمام جرار زراعي أثناء سيره بإحدى الطرق الفرعية، ولا يمكن استجوابها. وبالفحص تبين أن المذكورة مقيمة بدائرة المركز، وبالانتقال لمحل إقامتها عثر بإحدى غرف منزلها على أطفالها سن "7، 5، شهرين" متوفيين، وبكل منهم آثار "جروح" وبجوارهم آلة حادة بها آثار دماء، كما عثر على ورقة مدونة بخط اليد موجهة إلى زوجها الذي يعمل بالخارج تفيد اعترافها بارتكاب الواقعة بما يدلل على اهتزازها النفسي وجارٍ استكمال الفحص، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية. وذكرت التحقيقات الأولية لرجال البحث الجنائي، أن الأم متورطة في ارتكاب واقعة التخلص من أبناءها الثلاثة ذبحًا؛ باستخدام "سكين" عثر عليه في مكان ارتكاب الواقعة داخل مسكنها، وحاولت ذبح نفسها وفشلت، وألقت بنفسها أمام الجرار الزراعي. وأوضحت التحقيقات أن الأم مرت بحالة نفسية سيئة خلال الأونة الأخيرة ومحاولتها التخلص من حياتها بعد تنفيذ الجريمة. وكان اللواء سيد سلطان، مدير أمن الدقهلية، قد تلقى إخطارا من اللواء إيهاب عطية، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ لضباط مباحث مركز شرطة منية النصر بقيام سيدة بإلقاء نفسها أمام جرار زراعي مما أدى إلى إصابتها بإصابات بالغة، ونقلها لمستشفى منية النصر ولسوء حالتها جرى إحالتها لمستشفى المنصورة التخصصي. وانتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة النصر، وبالفحص تبين أن المصابة تدعى "حنان م. ا"، 30 عامًا، خريجة كلية تربية قسم لغة عربية، متزوجة من "محمد. أ. م"، 33 عامًا يعمل بالمملكة العربية السعودية. وكلف مدير المباحث الجنائية بتشكيل فريق بحث من ضباط فرع البحث الجنائي بشرق الدقهلية تنسيقًا مع ضباط فرع الأمن العام ومباحث مركز شرطة منية النصر لكشف تفاصيل الحادث. وكان قد جاء بالرسالة التي تركتها الأم بجوار الجثامين "أنا وديت ولادك الجنة يا محمد، أنت كمان هتروح معاهم الجنة علشان مقصرتش معانا في حاجة، أنا اللي قصرت معاهم وخصوصا أحمد، فكان لازم أوديه الجنة، لأن ذنبه في رقبتي، لا علمته الكلام ولا التعليم، واخواته معاه في الجنة، اصبر واحتسبهم عند الله، ويا بختك بالجنة، أما أنا فادعيلي علشان كنت بتعذب في الدنيا ومش قادرة أعيش، سامحني.. ربنا يكرمك باللي تستاهلك.. ويعوض عليك بولاد أحسن".