حذر وزير الخارجية الإيرانى منوشهر متقى أمس من انطلاق موجة جديدة من المتشددين «العرب الأفغان» بسبب استمرار الوجود العسكرى فى أفغانستان على غرار ما حدث أثناء الغزو السوفييتى لأفغانستان خلال الثمانينيات. وقال متقى فى كلمة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن الدولى بألمانيا إن التشدد الإسلامى المرتبط بحركة طالبان الأفغانية سينتشر فى الدول العربية من خلال عودة مئات المقاتلين العرب الذين تدفقوا إلى أفغانستان حاليا للمشاركة فى الحرب ضد القوات الغربية إلى بلادهم. ووصف متقى السياسة الغربية تجاه أفغانستان بالفاشلة سواء فى مواجهة تنامى زراعة المخدرات أو الحركات الدينية المتشددة. وفى القاهرة قال مصدر أمنى رفيع المستوى ل«الشروق» تعليقا على تحذيرات متقى: إن هناك معلومات تؤكد أن إيران ترعى الكثير من عناصر القاعدة الموجودة فى أفغانستان سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وبالتالى فالتحذير الإيرانى من هذه العناصر بلا معنى رغم الإدراك المصرى لوجود مثل هذا النوع من الخطر بالفعل. وأضاف المصدر: المقصود برسالة من هذا النوع هو المملكة العربية السعودية بشكل خاص فى ظل تدهور العلاقات الإيرانية السعودية خلال الفترة الأخيرة على خلفية الدعم الإيرانى للمتمردين الحوثيين فى اليمن الذين دخلوا فى مواجهة صريحة مع القوات السعودية خلال الأسابيع الماضى. فى حين يقول اللواء عادل سليمان مدير المركز الدولى للدراسات المستقبلية بالقاهرة إن استمرار الأوضاع على ما هى عليه فى منطقة الشرق الأوسط، بدأ من أفغانستان وما هى عليه الأوضاع هناك من اضطرابات مرورا بباكستان وعدم الاستقرار السياسى، فضلا عن تعثر العملية السياسية الرئيسية فى الشرق الأوسط هو الذى سمح بوجود بيئة تحتضن هذا الفكر من جديد.. وقدم فرصة لنمو هذا الفكر وانتشاره لأن الفكر ينتشر أسرع وتخرج أجيال تتبع نفس الأسلوب فى تنظيم الخلايا والجماعات المختلفة والتى تأخذ الشكل الإقليمى.. مثل القاعدة فى اليمن وبلاد الرافدين إلخ. وأشار اللواء سليمان إلى أن هذه العناصر تنتشر فى أماكن بعيدة ثم تبدأ فى الاقتراب من مناطق الأهداف الرئيسية وبالتالى لم يعد هناك أى دولة فى المنطقة بمنأى عن خطر هذه الموجه الجديدة من القاعدة بما فيها مصر. وأكد اللواء سليمان اتفاقه مع ما طرحه المصدر الأمنى عن وجود أصابع إيرانية وراء موجة العرب الأفغان المقبلة مشيرا إلى أن أغلب دول المنطقة تعرضت لمشكلات أمنية خلال الفترة الأخيرة بسبب استخدام إيران لأوراق من نوعية عناصر القاعدة والعرب الأفغان ضد تلك الدول فى الوقت الذى حصنت فيه طهران نفسها من نشاط مثل تلك العناصر التى من المفترض أنها فى حالة عداء أيديولوجى أصولى انطلاقا من حقيقة أن الإيرانيين شيعة «نواصب» وتلك العناصر سنة «رافضة». وأشار اللواء عادل سليمان إلى وجود مستوى عال من التنسيق المخابراتى بين الدول العربية فى المنطقة على رأس أوليات الأجندة الاستخبارية والتعاون فى مواجهة الإرهاب وهذا المستوى الاستخبارى أحد مستوياتها.