يعد المفكر السوري محمد عدنان سالم، الذي رحل عن عالمنا الجمعة الماضي، واحدا من المثقفين العرب الأكثر شهرة في عالم النشر بالعالم الإسلامي، وامتلك رؤية استثنائية كبيرة خلال مشواره المهني على مدى أكثر من 60 عاما في عالم الكتب والتأليف، حيث لُقب ب"رائد النشر في العالم الإسلامي"، و"شيخ الناشرين السوريين". أسس دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر عام 1957م مع شريكيه محمد الزعبي وأحمد الزعبي، وكان مديرها العام، كما أسهم في تأسيس الدار السودانية للنشر في الخرطوم مع عبدالرحيم مكاوي، ودار الحكمة اليمانية في صنعاء، ودار الكوثر في الرياض، ودار الفكر في الجزائر. • نشأته ولد محمد عدنان في دمشق عام 1932، وكان متفوقا ويتمتع بذكاء متميز، جادا في لعبه واهتماماته، متفوقا، وهذا ما لاحظه والده عليه، فألحقه حين بلغ السادسة من عمره بمدرسة "سعادة الأبناء" التي كانت من خيرة مدارس دمشق، وتشرف عليها "الجمعية الغراء" التي درس فيها أهم علماء دمشق: كالشيخ عبدالوهاب الحافظ، وعبدالكريم الرفاعي، وعبدالرحمن الزعبي، ومحمد خير عرقسوسي، وعبدالرؤوف أبو طوق، وخالد الجباوي، وأحمد منصور المقداد، وآخرون، وتخرّج فيها عدد كبير من العلماء والشخصيات المميزة. وبعدما نجح عاد لدراسته في معهد العلوم الشرعية التابع للجمعية، إلى أن حاز على الشهادة الثانوية العلمية سنة 1949، كما نال الثانوية الشرعية سنة 1950. تأثر بالحياة الجامعية الثقافية الفوّارة في جامعة دمشق، وبالصراع الأيديولوجي الذي كان محتدما وجارفاً في ذلك الوقت، وعندما تخرَّج من كلية الحقوق عام 1954، لم تقنعه المحاماة ولم يمارسها إلا 6 شهور فقط من العامين (1956-1957)، حيث تأثر بعدها بأفكار الشيخ محيي الدين القليبي التونسي، الذي كان معروفا باستنهاض الشباب العربي والمسلم للدفاع عن تاريخه وحضارته وحقه في الوجود. • المناصب شغل محمد عدنان سالم عدة مناصب من بينها: المدير العام لدار الفكر منذ تأسيسها عام 1957، رئيس اتحاد الناشرين السوريين 2011-1991، نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب 2006-1995، رئيس اللجنة العربية لحماية الملكية الفكرية 2006-1995، رئيس الجمعية السورية للملكية الفكرية 2008-2010، رئيس الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال 2008-2011، عضوًا مراسلًا لمجمع اللغة العربية 2016. نال سالم عدة تكريمات رفيعة المستوى، حيث توج بوسام العالم الجزائري في طبعته العاشرة، وذلك بسبب الجهود التي بذلها من أجل جمع ونشر أعمال مالك بن نبي الكاملة بعد 44 سنة على رحيله، وإصدارها في 4 مجلدات. • مؤلفاته له العديد من المؤلفات، أبرزها (القراءة أولًا 1993، هموم ناشر عربي 1994، أضواء على كتاب الجهاد في الإسلام 1995، الكتاب العربي وتحديات الثقافة 1996، المذكرة الشخصية الدائمة 1997، مراتع المؤمنين في رياض الصالحين 1999، الكتاب في الألفية الثالثة: لا ورق ولا حدود 2000، أمريكة والإرهاب 2000، على خط التماس مع الغرب 2005، لمكة كلمة لو تقولها 2006، وللحج مقاصد.. لو نجتهد لتلبيتها 2007).