ظهرت حالات إصابة بمرض جدري القرود بين مؤكدة ومشتبه فيها بكل من الولاياتالمتحدةوكندا وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا، بحسب السلطات الصحية وتقارير الإعلام المحلي. وتأكدت وجود حالة في الولاياتالمتحدة، و5 إصابات في البرتغال و7 آخرين في إسبانيا، كما يجرى تحقيق في 13 حالة مشتبه فيها في كندا، كما تتابع هيئة الصحة العامة في إنجلترا حالات المخالطين للمصابين الذين تأكدت إصابتهم لتقديم الاستشارات الطبية ومراقبتهم، حسب ما تقتضيه الضرورة. فما هو هذا المرض الشائع في مناطق نائية من وسط وغرب أفريقيا؟ وكيف انتقل إلى دول أوروبا؟ في هذا الصدد، تواصلت الشروق مع الطبيب البيطري، محمود الملواني، ليكشف تفاصيل أكثر عن هذا المرض وأسبابه ومدى خطورته على البشر. وقال الملواني إن مرض الجدري بصفة عامة هو مرض فيروسي له عدد من السلالات، أخطرها هي السلالة اللي بتصيب الإنسان، والتي انتهت من العالم بعد اللقاح المشتق من جدري الأبقار، أما جدري القرود، فهو أحد السلالات الضعيفه التي تنتقل للإنسان في حالات نادرة، نتيجة تعامله مع حيوان مصاب أو حامل للمرض، وتبدأ الأعراض الإصابة بهذا المرض، وهي مثل أعراض الجدري العادي، وفيها يعاني المصاب من خمول و إرهاق و ارتفاع في درجة الحرارة، وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة. وأضاف أنه مع ارتفاع درجة الحرارة تبدأ تظهر بثور علي سطح الجلد فيها سائل، بداية من الوجه ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم وفي هذه المرحلة يكون التعامل مع المريض سبباً في حدوث العدوى، موضحاً أن مرض جدري القرود، هو سلالة ضعيفة أمام مناعة البشر، حيث تختفي بعد ظهورها من أسبوعين لثلاثة أسابيع وعن طرق وكيفية العلاج، أشار إلى أن الفيروسات بشكل عام ليس لها علاجات مباشره، على عكس البكتريا، يتم التعامل معها بالمضادات الحيوية، ففي حالة أي عدوي فيروسية، يكون العلاج، هو معالجة الأعراض التي تظهر علي المريض، كما أن اللقاح المضاد لجدري الماء، والذي لا يزال يستخدم حتي الآن، ثبتت فاعليته بنسبة 85% في الحيلولة دون الإصابة بالمرض. وفي حالة الجدري فإن أعراضه تتبع ما نسميه influenza like symptoms أو أعراض شبيهة بالأنفلونزا، وبالتالي نستخدم ضده علاجات الأنفلونزا من مخفضات حرارة و مضادات التهاب. أما البثور التي تظهر علي الجلد، تتم معالجتها عن طريق الدهان بالجلسرين أو أي moisturizer، حتي تحافظ علي حيوية الجلد و تمنع حدوث scar formation، مؤكداً أن الأمر لا يدعو للقلق، حيث أن فرص انتقال العدوى، وانتشار المرض بين البشر ضعيفة للغاية. وكان اكتشاف مرض جدري القرود، للمرة الأولى بعد إصابة قرد في الأسر به، ومنذ عام 1970 هناك انتشار متقطع يظهر بين الحين والآخر للمرض في 10 دول أفريقية، أما خارج أفريقيا فقد انتشر الفيروس في الولاياتالمتحدة عام 2003، عن طريق مخالطة حيوان كلب المروج الذي انتقلت إليه العدوى من بعض الثدييات المستوردة من الخارج، حسب تقرير "بي بي سي" العربية.