تنظر الدائرة رقم 22 بمحكمة جنائيات الإسكندرية، برئاسة المستشار وحيد صبري، غدًا السبت، أولى جلسات محاكمة "نهرو.ع.ت"، الشهير ب"عبد الرحمن نهرو"؛ لاتهامه بقتل أرسانيوس وديد رزق، كاهن كنيسة العذراء وماربولس بمحرم بك في الإسكندرية، عمدًا، وحيازة سلاح أبيض، الشهر الماضي، على طريق الكورنيش. وأحالت النيابة العامة المتهم إلى المحاكمة الجنائية العاجلة؛ استنادًا إلى تقرير مصلحة الطب الشرعي، وسماع أقوال 17 شاهد عيان، وتقرير المجلس الإقليمي للصحة النفسية، الذي أثبت أنه لا يعاني من أي اضطرابات أو أمراض نفسية، وأنه كان في كامل قواه العقلية لحظة ارتكابه للواقعة. وسبق وقررت حبس المتهم احتياطيا على ذمة التحقيقات؛ ووضعه تحت الملاحظة الطبية بأحد المستشفيات المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعصبية؛ لفحص حالته العقلية، وبيان مدى معاناته من أي آفة أو مرض عقلي أو نفسي من عدمه، وبيان ما إذا كان هذا المرض قد يدفعه لارتكاب جريمة وهو مسلوب الإرادة من عدمه. وجاء القرار عقب التحقيق مع المتهم لمدة 24 ساعة، ومعاينة محل ارتكاب الجريمة، وطالعت نتائج تقرير الطب الشرعي حول الصفة التشريحية لجثة المجني عليه، إذ تبين تعرضهُ لطعنة بالعنق، وكذلك تقرير مركز الإسكندرية للسموم حول فحص عينات من المتهم لبيان تعاطيه أيّ مواد مخدّرة من عدمه، فجاءت سلبية. وأوضحت مطالعة النيابة لتسجيلات 3 كاميرات المراقبة كانت مثبتة أعلى 3 بوابات لشاطئ البحر ظهور المجني عليه قبلَ وقوع الحادث بلحظات يتابع خروجَ مرافقيه من إحداها، حتى ظهر المتهم مُحرزًا كيسًا بلاستيك يتخلل المتواجدين، متجهًا نحوه، ثم حدثت حالة من الفزع، دون أن تسجل الكاميرات لحظات ارتكاب الجريمة. وشاهدت النيابة العامة ما تم تداوله من مقاطع فيديو "مرئية" وصور فوتوغرافية نُسبت للواقعة والمجني عليه والمتهم، وتحفظت على نسخ منها لفحصها، فيما تجرى تحقيقات مع ذوي المتهم وأهليته في إطار الحادث. وبمواجهة النيابة للمتهم أقر أمامها بارتكاب الواقعة، ثم عاد وعدل عن أقواله، وأفاد بأنه جاء إلى الإسكندرية منذ أيام بحثًا عن عمل بعدما تنقل من محافظة إلى أخرى، ومكث يبيت في الطرق العامة، حتى عثر على سكينًا في القمامة، فاحتفظ بها دفاعًا عن نفسه، ثم قال أنه يوم الواقعة وبعدما رأى المجني عليه أمامه لم يشعر بما ارتكبه قِبَله، حتى ألقى المتواجدون القبض عليه. وادَّعى المتهم في التحقيقات سابقَة إصابته باضطرابات نفسية قبل 10 أعوام دخل على إثرها أحد مستشفيات الصحة النفسية لتلقي العلاج، وأنه يفقد السيطرة على أفعاله أحيانًا، وذلك خلال مناقشته واستجوابه حيث لاحظت النيابة تلقيه الحديثَ والإجابة عما يوجه إليه من أسئلة بصورة طبيعية، خاصّة وقد تمت مناقشته في تفاصيل حياته الاجتماعية، وما تلقاه من تعليم جامعي، وما يطالعه من كتب للتثقيف العام. وكان حشد غفير من أقباط الإسكندرية أدوا صلاة الجنازة على جثمان القمص "أرسانيوس وديد رزق"، عقب وصوله إلى مقر الكنيسة المرقسية في محطة الرمل، قبل أن يوارى الثرى في مدافن الشهداء، بجوار ضحايا حادث كنيسة القديسين، بدير مارمينا العجائبي، منطقة الكينج مريوط. واستقبل الأقباط الجثمان لدى وصوله ب"والبكاء"، فيما ألقى بعضهم الورود عليه لحظة دخوله من الباب الرئيسي للكاتدرائية، حيث وجدَ حاملوه صعوبة في التحرك به للوصول إلى مكان الصلاة من كثرة الزحام، وذلك وسط مشاركة من الآباء الأساقفة العموميين، والكهنوت، وأعضاء المجلس الملي. وفارق القمُص "أرسانيوس وديد" الحياة، مساء الخميس، عقب نقله إلى إحدى المستشفيات، الكائنة في منطقة سيدي جابر، وهو في حالة حرجة، إثر تعرضه لطعنات بسلاح أبيض "سكين" من جانب المتهم "مُسن، 60 عامًا" على طريق الكورنيش. وتلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء محمود أبو عمرة، إخطارًا من مأمور قسم شرطة أول المنتزه؛ يفيد ورود إشارة من شرطة النجدة، حول بلاغًا بتعرض شخص للطعن، ولفظ أنفاسه الأخيرة لدى وصوله المستشفى بعد إخفاق محاولات إنعاش قلبه. وبانتقال ضباط مباحث القسم إلى موقع البلاغ تبين من الفحص أنه وأثناء خروج الكاهن من الشاطئ القريب من شارع محمد نجيب، رفقة مجموعة من الشباب، كانوا في رحلة ترفيهية، متجهين صوب أتوبيس سياحي كانَ في انتظارهم، تعدى عليه المتهم بسكين، مُسددًا له طعنة نافذة في الرقبة. وبضبط المتهم وتم تحرير محضر بالواقعة، وبعرضه على النيابة العامة، قررت حبسه احتياطيا على ذمة التحقيقات، وجار إحالته إلى محكمة جنايات الإسكندرية، لبدء محاكمته، بعضوية المستشارين: طارق محمد حافظ، ووائل حسن الشربيني. والقمص "أرسانيوس وديد" من مواليد 1966 باسم رزق وديد، وحصل على دبلوم الصنايع، قسم الميكانيكا، وخدم قبل سيامته الكهنوتية، بكنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك، وُسيمَ كاهنًا بيد المتنيح البابا شنودة الثالث في 16 يونيو 1995، ونال درجة القمصية 16 أكتوبر 2021 بيد البابا تواضروس الثاني.