الشعور بألم فى الصدر يوحى دائما بأن الإنسان يتعرض لنوبة قليلة.. لكن فى الواقع هناك تفسيرات عديدة لألم الصدر قد لا تمتُّ للقلب بصلة.. بينما قد يعبر البعض عن الألم الحقيقى للنوبة القلبية بتعبيرات أخرى مثل الشعور بضغط فى منتصف القفص (Pressure) أو ضيق (Tightness) أو إحساس بالثقل (Heaviness). ويمكن أن يعبر الإنسان عن امتداد هذا الإحساس (Squeezing) الذى يعتصر فيه قلبه إلى الكتفين أو الذراعين أو العنق وربما الفك أو الجزء العلوى من البطن. كلها تعبيرات وإن اختلفت عن الألم إلا أنها تدور فى فلكه وتدل عليه، لذا يجب الانتباه إلى أن الأمر يستدعى فى كل الحالات طلب المساعدة والالتجاء للمستشفى لاستكمال الأبحاث مثل رسم القلب الفورى وضرورة إجراء تحليل الإنزيمات الذى يدل على حدوث جلطة الشريان التاجى من عدمها. من المعروف أيضا أن ألم الصدر قد لا يكون العارض الرئيسى لدى السيدات خاصة من تجاوزن مرحلة ما بعد الدورة الشهرية (ما بعد الستين)، وأنهن قد يتعرضن للإهمال نظرا لوجود أعراض أخرى مختلفة مثل الشعور بالغثيان دون مبرر أو ضيق التنفس وهى أعراض قد لا تشير بوضوح إلى احتمال الإصابة بالذبحة الصدرية وقلة تدفق الدم السارى فى الشرايين التاجية. قد يحدث الألم بالفعل فى منطقة الصدر لكنه لا يعبر بالضرورة عن الذبحة الصدرية، فهناك على سبيل المثال آلام الصدر الناتجة عن حرقة الفؤاد الناشئة عن ارتجاع الحمض المعدى من المعدة للمرىء. ارتداد حمض المعدة شديد الحموضة إلى المرىء يتسبب فى الإحساس بألم حاد فى منطقة وسط الصدر إلى جانب الإحساس اللاذع فى الفم ومؤخرة الحلق. التهاب غشاء التامور الذى غلف القلب أيضا يتسبب فى ألم الصدر الحاد لكن غياب بقية الأعراض وبعض تغييرات رسم القلب قد تشير إليه فيما يضمن التأكد من التشخيص. مشكلات الرئة بما فيها الالتهاب الرئوى قد تتشابه فى الأعراض مع النوبات القلبية أيضا لكن دقة متابعة المريض فى المستشفى سرعان ما تزيل اللبس وتثبت التشخيص السليم. كسور الأضلاع أيضا قد تلتبس آلامها والنوبة القلبية لكن صورة أشعة عادية للصدر سرعان ما تؤيد التشخيص. أغرب أسباب ألم الصدر قد يكون تراكم الغازات فى الأمعاء وضعطها على الحجاب الحاجز.