يتوقع تواصل إجلاء السكان من ماريوبول بعد عملية أولى أدت إلى خروج نحو مئة مدني من مصنع أزوفستال للصلب المحاصر من القوات الروسية في هذه المدينة الساحلية الاستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة مصورة مساء الأحد "اليوم للمرة الأولى منذ بدء الحرب بدأ العمل بهذا الممر الإنساني الحيوي. للمرة الأولى شهدت هذه المنطقة وقفا فعليا لإطلاق النار لمدة يومين. أخيرا!" وأوضح الرئيس "أجلي أكثر من مئة مدني من نساء وأطفال أولا" مضيفا أن أول دفعة ستصل إلى مدينة زابوريجيا غرب ماريوبول صباح الاثنين. وأضاف زيلينسكي "آمل ان تتوافر الظروف لمواصلة عمليات الإجلاء من ماريوبول". لكن نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريتشوك أشارت إلى أن "مئات المدنيين لا يزالون عالقين في أزوفستال" إلى جانب عسكريين أوكرانيين لا يزالون يقاومون القنابل الروسية. وأضافت "استحال الوضع كارثة انسانية فعلية لأن الناس يفتقرون إلى الماء والغذاء والأدوية". ويبدو أن عمليات القصف الروسية استؤنفت على ما قال قائد اللواء الثاني عشر في الحرس الوطني الأوكراني. وأوضح بعد عملية الإجلاء في مقطع مصور بثه التلفزيون الأوكراني "في اليومين الأخيرين خلال عملية إخراج المدنيين من المصنع أعلن وقف لإطلاق النار (..) يومان من الهدوء لكن ما أن غادر آخر مدني المصنع قبل ساعة بالتحديد استؤنف قصف المصنع بكل أنواع الأسلحة". وتمكن آلاف المدنيين من بدء الحرب في 24 شباط / فبراير من مغادرة مدينة ماريوبول الساحلية البالغ عدد سكانها قبل الغزو نصف مليون نسمة. وباتت المدينة الآن تحت سيطرة الروس بعد قصف استمر عدة أسابيع ألحق بها دمارا شبه كامل وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 20 ألف قتيل بحسب الأوكرانيين. لكنها المرة الأولى بعد محاولات فاشلة كثيرة، رغم تدخل مسؤولين أجانب والبابا فرنسيس، يتم فيها إجلاء مدنيين لاجئين إلى مجمع أزوفستال آخر جيب مقاومة في المدينة الذي يتعرض لقصف كثيف. وتُظهر صور حديثة لشركة "ماكسار تكنولوجيز" التُقطت بالأقمار الصناعية في 29 نيسان / أبريل، أن كل مباني المجمّع الصناعي الضخم دُمّرت جراء القصف. ويختبئ جنود أوكرانيون ومدنيون في الكثير من قاعات العرض تحت الأرض والتي تعود إلى الحقبة السوفياتية، وقد تعرّضت بحسب كييف، لقصف بقنابل خارقة.