اعترف مسئولون أمريكيون بتسارع وتيرة إقامة مظلة دفاعية فى منطقة الخليج العربى بدعوى مواجهة التهديدات الإيرانية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسئولين عسكريين وسياسيين فى الإدارة الأمريكية القول إن واشنطن تنشر سفنا متخصصة قبالة السواحل الإيرانية، إضافة إلى صواريخ اعتراض فى أربع دول هى قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت. وأضافت أن هذا الإجراء قد يشمل أيضا سلطنة عمان التى لا توجد بها صواريخ مضادة للصواريخ فى الوقت الراهن. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الولاياتالمتحدة تعزز ترسانتها المضادة للصواريخ بالخليج فى مواجهة إيران. وأكدت صحف واشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز وشبكة سى إن إن بشكل متزامن أمس التحركات الأمريكية لنشر المظلة الدفاعية فى الخليج التى انفردت «الشروق» بالكشف عن تفاصيلها منذ ستة أشهر فى عددى 3 و5 أغسطس العام الماضى، ونسبت نيويورك تايمز إلى مسئول رفيع المستوى فى واشنطن القول إن المظلة الدفاعية فى منطقة الخليج تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف أولها ردع الإيرانيين عن مهاجمة جيرانهم، والثانى طمأنة الدول العربية لئلا تشعر بأنها مجبرة على امتلاك السلاح النووى بنفسها. وأخيرا تهدئة الإسرائيليين الذين يمتلكون منظومة صواريخ آرو المضادة للصواريخ. أما صحيفة «واشنطن بوست» فنسبت لمصادر عسكرية وسياسية أمريكية، القول إن تسريع نشر المنظومات الدفاعية يتزامن مع بلوغ سياسة إدارة أوباما تجاه الجمهورية الإسلامية نقطة تحول حاسمة، وبعد فشل المساعى الدبلوماسية فى إقناع إيران بالتخلى عن برنامجها النووى تعمل واشنطن حاليا على حشد تأييد دولى لفرض عقوبات جديدة على الحرس الثورى الإيرانى، الذى يقول الغرب إنه يسيطر على برنامج نووى سرى. وتحدث الرئيس الأمريكى فى خطاب حالة الاتحاد عن تحول فى سياسته بتحذير طهران من «عواقب» حال مواصلة تحدى مطالب الأممالمتحدة بوقف إنتاج الوقود النووى، كما وجهت وزيرة خارجيته، هيلارى كلينتون، تحذيرا علنيا إلى الصين الجمعة الماضى وصفت فيه معارضتها لفرض عقوبات على إيران بأنها «قصيرة النظر». وفى القاهرة، قالت مصادر رفيعة ل«الشروق» إن رحلة المظلة الدفاعية بدأت منذ عام تقريبا وشغلت عددا من الاتصالات المباشرة ما بين الولاياتالمتحدة وقيادة حلف شمال الأطلنطى من ناحية وبين القاهرة، أهم المحطات كانت زيارة وزير خارجية بولندا لمصر ورحلة الرئيس مبارك لدول شرق أوروبا، وزيارة وزير الخارجية المصرى أبوالغيط إلى بروكسل ولقاءاته مع رئيس قيادة حلف الأطلنطى فى بروكسل وزيارة قائدة القيادة المركزية الأمريكية للقاهرة قبل شهرين وكان آخرها زيارة مدير المخابرات المركزية الأمريكية لإسرائيل. وأضاف المصدر: كان واضحا أن الرابط الرئيسى فى هذه الزيارات هو «أن الخطر على دول الخليج والشرق الأوسط أكبر أو يماثله الخطر على أوروبا، وأن دول الشرق الأوسط يجب أن تشترك فى منظومة دفاعية متعددة الأطراف تمثل خط دفاع أولى فى مواجهة أى هجمات صاروخية من قوة أو قوى معادية، وأن الاتفاق لا يشمل فقط مجرد إقامة مظلة دفاعية أو حائط صد صاورخى ولكن يشمل التعاون فى مجالات أخرى من أهمها مكافحة الإرهاب». وكان الرئيس مبارك قد رفض فكرة المظلة الدفاعية خلال زيارته لواشنطن العام الماضى، بينما قالت النيويورك تايمز «إن الدول العربية باتت تتقبل فى شكل أكبر موضوع نشر أسلحة دفاعية أمريكية على أراضيها خشية القدرات العسكرية لإيران». فى الوقت الذى أجمعت فيه المصادر المصرية التى كشفت فى أغسطس الماضى ل«الشروق» عن الموضوع أن «مصر ستعمل حجر زاوية مهما فى هذه المظلة من الناحية اللوجيستية. وكانت الشروق قد حصلت على نص الورقة التى تقدم بها شلومو بن عامى لمؤتمر عن النووى فى الشرق الأسط عقد فى القاهرة فى أكتوبر الماضى قال فيه إن إسرائيل رفضت فكرة إقامة مظلة دفاعية أمريكية فى الشرق الأوسط لأنها تعتبرها اعترافا من جانبها بانتهاج سياسية احتواء إيران من جانب المجتمع الدولى. غير أن موقع بوليتيكو الامريكى افاد بأن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السى أى أىه لؤون بانيتا زار إسرائيل الأسبوع الماضى، حيث اجتمع برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبوزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الموساد مئير دغان. وأضاف الموقع الأمريكى نقلا عن مصدر إسرائيلى أن المحادثات تركزت على الملف الإيرانى وتناولت أيضا العلاقات الإسرائيلية الامريكية بشكل عام. وقالت بعض التقارير إن السيد بانيتا زار القاهرة أيضا حيث اجتمع بالرئيس حسنى مبارك والوزير عمر سليمان وعدد من المسئولين المصريين دون الكشف عن تفاصيل المحادثات. ولدى سؤال للمتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن جولة بانيتا الأخيرة فى الشرق الأوسط قال إن الوكالة لا تتحدث عن تحركات بانيتا من حيث المبدأ.