تحمست لتقديم المسلسل لمناقشته قضية مهمة تواجه كثيرا من سيدات مصر أُفضِّل تقديم شخصيات درامية عميقة فى أعمالى وليس إلزاما أن تحمل رسالة للمجتمع حققت مع ماندو العدل نجاحا كبيرا فى «لأعلى سعر».. وتوقعت اختلاف المسلسل بسبب وجود إبراهيم عيسى هناك مشكلة فى قانون الأحوال الشخصية.. وأتمنى أن يدفع العمل لطرح حلول وإعادة النظر فى مواده الحالية أثارت الفنانة نيللى كريم، جدلا كبيرا بسبب قضية «فاتن أمل حربى» التى تقدمها بمسلسل يحمل نفس الاسم على شاشة دراما رمضان، ومنذ عرض الحلقات الأولى، التف الجمهور حول العمل الذى يناقش إحدى أهم قضايا المرأة فى مجتمعنا حاليا، وذلك من خلال شخصية «فاتن» التى تنفصل عن زوجها وتطالبه بحقوقها وحضانة ابنتيها لكنه يتهرب منها فتلجأ للقضاء. وفى حديثها ل«الشروق» تكشف نيللى كريم عن كواليس المسلسل، وسبب انجذابها له، وكيف استعدت للشخصية، ومدى اهتمامها بتقديم أعمال تحمل رسائل المجتمع، وتكشف عن رأيها فى قانون الأحوال الشخصية. * فى البداية.. ما الذى حمسك لتقديم «فاتن أمل حربى»؟ المسلسل يناقش قضية مهمة تعانى منها كثير من سيدات مصر، وهى الخاصة بحقوق المرأة المطلقة، وحضانة الأبناء، وهى قضية تستحق إعادة نظر فى التشريعات التى تحكمها. اما على المستوى الفنى فأنا أتعاون فى «فاتن أمل حربى» مع فريق عمل جيد فى مقدمتهم المنتج جمال العمل، وسيناريو للكاتب كبير إبراهيم عيسى، ومخرج متميز هو ماندو العدل، ومن وجهة نظرى هو عمل متكامل به كل مقومات النجاح. وشخصية «فاتن» سيدة مصرية مثلها مثل غيرها من السيدات التى تعمل بجانب زوجها من أجل توفير حياة كريمة لاسرتها، لكنها تتعرض لظروف الحياة التى تمر بها أغلب سيدات مصر، وتواجه مشاكل الحياتية اليومية الواقعية جدا، والتى تحدث فى كثير من بيوت مصر، وتواجهها بثبات وقوة، والشخصية التى أقدمها قوية وبها تشابه كبير مع المرأة الموجودة حاليا فى المجتمع، والتى تعتبر أحد أعمدة البيت. * كيف كان تحضيرك لدور «فاتن امل حربى»؟ التحضير كان من خلال قراءة السيناريو وعقد جلسات مع مؤلف ومخرج العمل، والاعتماد على النماذج الذى قابلتها فى الحياة، فعلى مدى السنوات الماضية هناك نماذج كثيرة تشبه قصة «فاتن» فى المجتمع. * هل قابلتِ فى حياتك شخصية تشبه «فاتن»؟ هناك العديد من الشخصيات التى تشبه شخصية «فاتن»، لكن لم توجد شخصية معينة، فكل الشخصيات متشابهة، وهناك شخصيات كثيرة بنفس المواصفات وبنفس الشكل تقريبا. * هذا العام تقدمين عملا مختلفا ومهما يناقش قضية مصيرية.. فما هو مدى توقعك لنجاحه؟ لا أحسبها بهذه الطريقة إطلاقا، ولا أتوقع أى شىء للعمل خلال تحضيره، كل ما على أن أقوم بعملى وأشاهد النتيجة كاملة بعد انتهاء عرض العمل، ولكنى عندما علمت انه عمل للكاتب ابراهيم عيسى تأكدت أنه سيكون عملا مختلفا وقويا، لأن عيسى من الكتاب الكبار، وعندما يتجه لكتابة درامى بالضرورة سيكون مسلسلا عميقا يناقش قضية مهمة بطريقة ذكية كعادته. * وإلى أى مدى تحرص نيللى كريم على تقديم أعمال تحمل رسالة للمجتمع؟ ليس إلزاما فى كل الأعمال التى أقدمها أن تحمل رسالة للمجتمع، لكن هناك أعمال أقوم بتقديمها تكون مختلفة، لكننى أقدم شخصيات درامية عميقة بمشاكلها، عن طريق أن تكون هناك قضية داخل إطار المسلسل، وأعتقد أن هذا الأمر يعود للكاتب وشركة الإنتاج، لأننى لا أعمل بمفردى، منها أننى أعمل مع منتج كبير هو جمال العدل، وهو له دور مهم جدا وكذلك المخرج العمل، واعتقد أن ماندو العدل هو صاحب فكرة مسلسل «فاتن امل حربى»، وهو الذى كان يريد طرح هذه القضية، وأنها كانت فكرته منذ البداية وتمت مناقشة الفكرة وبعدها تواجدت لتقديم العمل. * حدثينا عن كواليس المسلسل وكيف كانت علاقتك مع فريق العمل؟ الكواليس كانت جميلة ومليئة بالود مع كل الفريق، وهذا التعاون هو الأول مع شريف سلامة ومحمد الشرنوبى، بينما هذا العمل هو التعاون الثانى مع المخرج ماندو العدل، والذى تعاونت معه من قبل فى مسلسل «لأعلى سعر»، والذى حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه. * شريف سلامة يقدم دورا مختلفا ولونا جديدا.. فهل كان مفاجأة لك؟ لم أتفاجأ بأداء شريف لانى أعلم أنه ممثل كبير ومتمكن من أدواته، لكننى أعتقد أن الجمهور هو من تفاجأ بالشخصية التى يقدمها لأنه بالفعل قدم دورا مميزا ومختلفا، ولم أشاهده جمهوره بهذا الشكل من قبل. * معظم أعمالك الدرامية مع المنتج جمال العدل.. فما سر هذا الارتباط؟ جمال العدل ليس منتجا فقط، لكنه صاحب رؤية فنية وشريك اساسى فى أفكار الأعمال التى يقوم بإنتاجها، فهو رجل يبنى المشروع بفكره وكتابته بكل الناس الموجودة معه، وكيف يأتى بعناصر مختلفة وتوضع فى عنصر واحد ويحققون نجاحا مع بعض، فضلا عن أن الأعمال التى يقوم باختيارها تكون مناسبة للمناخ، ويواكب متغيرات العصر الذى نعيش فيه، وأعتقد أنه اختار قضية «فاتن امل حربى» بسبب الظروف بهذه القضية حاليا، فنحن نرى إنجازات للمرأة والتى أصبحت تتقلد مناصب رفيعة، فهى القاضية والوزيرة، فضلا عن تكريم عدد كبير من السيدات صاحبات الانجاز فى مختلف المجالات، وأعتقد انه فى ظل هذه الظروف عندما نقدم مسلسلا يكون منصفا للمرأة بشكل عام يكون أمرا جيدا، بالرغم من كل المشكلات التى تعيشها المرأة إلا أنها ست منتجة فى المجتمع وتحاول أن تربى أبناءها فى أحسن شكل وتحارب لنفسها. * وما رأيك فى الجدل الدائر حول قانون الأحوال الشخصية الحالى؟ فاتن ليست ضد القانون، لكن مشكلة تشريعات الأحوال الشخصية لم يتم النظر فيها منذ سنوات طويلة يقترب من 100 عام، والآن اصبح هناك فجوة كبيرة بين الزمن الذى أقرت فيه، وظروف العصرالذى نعيش فيه حاليا، وأعتقد أننا متأخرون جدا، ففى ظل الظروف والتغيير الذى يحدث حاليا فى البلد وكل شىء يتطور للأفضل، أتمنى أن يتم النظر فى القانون حتى يتم تغييره للأفضل، بحيث أن المرأة تتمكن من الحصول على حقوقها بالكامل، وفى المسلسل كل الناس متعاطفة حتى القضاة متعاطفين لكنهم فى النهاية يحكمهم القانون، و«فاتن» طوال الوقت تعترض على القانون وتقول إنه ليس منزَّل من السماء، وهذا القانون من المكن أن نعيد النظر فيه ونناقشه ونغيره، نغير للأفضل، وهناك سيدات تعانى فى محاكم الأسرة مثل فاتن. * ووسط الجدل الدائر كيف تتعامل نيللى كريم مع الانتقادات الموجهة للمسلسل؟ لا نريد أن نحكم بشكل مطلق على الانتقاد يكون بشكل سلبى، لكن هناك انتقاد ايجابى بهدف التطوير وتقديم الأفضل، وهناك نقد لغرض النقد والتنظير فقط لتحقيق الترند، لكن على أى حال علاقتى جيدة بالنقاد والصحفيين، وأتقبل نقدهم على أى عمل أقدمه، وليس لدى أى عداءات، بل بالعكس علاقتى طيبة بالجميع، وعندما أقدم عملا جيدا أجد الإشادة والتهنئة وهذا أمر يسعدنى. * كيف تفصل نيللى كريم من شخصية تقدمها ومليئة بالانفعالات النفسية والعودة لشخصيتها الطبيعية؟ الحياة الطبيعية بها كل الانفعالات الموجودة فى أى شخصية درامية، فالإنسان على مدى حياته العادية يعيش وينفعل مع المواقف والامور ويمر بلحظات سعادة وفرحة، فهذه هى الحياة، وحياة فاتن هى حياة طبيعية لأى ست عادية. * من وجهة نظرك هل كان مناسبا عرض قضية «فاتن امل حربى» فى شهر رمضان؟ أنا شخصيا عندما أقدم عملا لا أضع له حساب عرض أو وقت أو مكان، لكن من المعروف أن موسم رمضان هو الموسم الأكبر من حيث نسب المشاهدة، لكننى لم أضع هذا الأمر فى حساباتى، ويهمنى فقط جودة العمل الذى أقدمه. * هل تتوقعين أن المسسلسل يقدم حلولا على أرض الواقع؟ أتمنى أن يقدم حلولا، ويتم أيضا تغيير القانون أو حتى إعادة النظر فيه، هذا الأمر ضرورى ولا ينبغى إهماله، لأن المرأة فى النهاية جزء من المجتمع الذى نعيش فيه، فهى مثل أى شخص له حقوق، ومعظم السيدات تعانى من تلك المشكلات، و«فاتن» ليست شخصية كارتونية، بل هى شخصية موجودة فى الحياة، ولو نظرنا إلى الشارع سنجد سيدات تمر بكل مشاكل «فاتن»، فأى سيدة انفصلت عن زوجها تجد أن لديها مشكلة أن الزوج لا يقوم بدفع النفقة إلا بالاجبار، ولا يريد أن يدفع مصاريف أولاده، ويتم طردها من بيتها، وتظل سنوات فى المحاكم ولا تحصل على حقها، وأعتقد أن القانون بحاجة إلى مراجعة، لأنه لا يوجد عقاب للزوج على كل هذا التلاعب الذى يقوم به ضد أم أبنائه، كأنه لم يفعل شيئا، لابد أن يتم عمل قانون جديد، ويتعامل الرجل مع المحكمة ولا يتعامل مع المرأة. * فى رايك ما هو السبب وراء زيادة معدل الطلاق؟ فى الحقيقة لا أعرف بالتحديد؛ فأنا لست باحثة فى هذا الأمر، لكن أعتقد أن هناك عناصر كثيرة تتسبب فى زيادة معدل الطلاق، منها عم وجود الخبرة الكافية فى الحياة وعدم وجود قدرة على تحمل مسئولية بيت، وأخيرا أصبح كل شىء متاحا وسهلا سواء الزواج أو الانفصال بهدف التجربة، فلا يوجد هناك أى مسئولية على الإطلاق. * هل كنت تتوقعين إثارة كل هذا الجدل حول «فاتن امل حربى»؟ بالتاكيد كنت أتوقع أنه سيثير الجدل بسبب قصته والقضية التى يتناولها، لأنه يتم تناول القضية من منظور المرأة وترصد كل تفاصيل معاناتها، وأتوقع مزيدا من الجدل مع تصاعد حلقاته.