نعيش خلال شهر رمضان المبارك نفحات إيمانية جليلة، وعلى مدار الشهر الكريم، تنشر الشروق سلسلة لحلقات بعنوان قصص الحيوان في القرآن، كما ذكرها الكاتب أحمد بهجت في كتاب يحمل الاسم. قدم أحمد بهجت في هذا الكتاب تجربة فريدة من نوعها، حيث كتب قصص الحيوان ملتزما بنصها كما وردت في القرآن الكريم، ولكن على لسان الحيوان ذاته، حيث يروي كل حيوان قصته من وجهة نظره، وبناءا على طبعه العلمي الذي درسه بهجت. الحلقة الأولى.. غراب بني آدم يروي طبيعة العلاقة بين قابيل وشقيقه هابيل يقول غراب بني آدم، كان بكاء آدم وحواء عندما هبطا على الأرض مشهدا مؤثرا للغاية، وصوت الدموع كان على قدر الذنب وصدق التوبة قائلين، "ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين". وضعت حواء أول بطن لها، وكانت تضع في البطن الواحد ولدا وبنتا، فكان ولد البطن الأول يحل لبنت البطن الثاني، وولدت حواء قابيل وأخته أقليما، ثم ولدت هابيل وأخته ليوثا، وكبر الإخوة معا، وكان قابيل يلعب مع هابيل، فيجري هابيل ضاحكا وهو ينحدر من التل بينما يجري وراءه قابيل في شيء من القسوة، حيث كان يختار أن يلعب دائما دور الصياد، بينما يختار لهابيل دور الفريسة. عندما كان يمسك قابيل بهابيل وهما في عمر ال8 أعوام، كان هابيل يضحك ضحكة مليئة بالصفاء والمرح، بينما يقوم قابيل بضربه ضربا مبرحا، حتى يتحول وجه هابيل من السرور إلى الألم، فهيرع آدم إليهما صارخا ليوبخ قابيل قائلا، ماذا فعلت بأخيك؟ ليرد قابيل، نحن نلعب وقد اختار هابيل دور الفريسة. كان يفصل آدم دائما بين الأخوين، ويلوم قابيل ويمسح جراح ابنه الطيب هابيل، ويحدثهما أنهما شقيقان خرجا من بطن أم واحدة، ويعيشان فوق أرض واحدة، وينبغي أن يجمع بينهما الحب لا الكراهية، فكان يغلق قابيل فمه القاسي، بينما يدافع عنه هابيل ويتوسل لأبيه آدم أن يصفح عنهما معا. ظل قابيل على قسوته حتى أصبحا يبلغان من العمر 20 عاما، حيث ارتفعت يد قابيل وهوت على وجه شقيقه هابيل بضربة قوية وهو يصرخ، هذا كوخي أنا، وفوجيء هابيل بهذه الإهانة وتجمعت في عينيه الدموع ولكنه قال لشقيقه بهدوء، أنظر إلى يدي يا أخي، لقد تسلختا في بناء الكوخ، فرد قابيل بحسم، لن تبيت في هذا الكوخ بعد الغروب القادم للشمس. ظن هابيل أن تهديد قابيل له هو مجرد كلمات لا يعنيها، وحينما جاء الغروب القادم للشمس، فوجيء هابيل بأخيه قابيل يقتحم عليه كوخه وقد تقبضت أصابع يديه على حجر مدبب، وقبل أن يفتح هابيل فمه بكلمة واحدة، كان الحجر يشق جبهته ويفجر منها الدم، وحمله قابيل وألقاه خارج الكوخ، فضمد هابيل جرحه بالأعشاب ونام في مكانه. كيف قتل قابيل هابيل، وما هو أول سلاح استخدم في القتل على وجه الأرض؟ هذا ما سنعرفه خلال الحلقة القادمة..