"النجم الذي هوى".. بهذه الكلمات أرثى الروائي والكاتب يوسف إدريس، الكاتب الراحل يحيي الطاهر عبدالله، والذي يصادف اليوم ذكرى رحيله، حيث توفى في 9 أبريل عام 1981 قبل أن يتم عامه ال43 بأيام، جراء حادث سيارة على طريق القاهرة الواحات، ودفن في قريته الكرنك بالأقصر. ولقب يحيي الطاهر عبد الله ب"شاعر القصة القصيرة"، وهو أحد أبرز المبدعين في فترة الستينيات، حيث امتلك رصيدا ثريا من الأعمال الأدبية القيمة والمتنوعة خلال مشواره الأدبي، وتعد رواية "الطوق والأسورة" والتي تحولت إلى فيلم سينمائي، واحتلت مكانة رفيعة في ذاكرة الفن المصري، من أهم أعماله الإبداعية. ♦ النشأة ولد يحيى الطاهر محمد عبد الله في 30 أبريل عام 1938 بقرية الكرنك بمحافظة الأقصر، وتوفيت والدته وهو في سن صغيرة فتولت خالته رعايته والتي أصبحت زوجة أبيه فيما بعد وكان لوالده له تأثير كبير عليه في حب اللغة العربية بالإضافة إلى أنه كان مهتما بكتابات (العقاد) و(المازني). تلقى تعليمه بالكرنك حتى حصل على دبلوم الزراعة المتوسطة، ثم عمل بوزارة الزراعة لفترة قصيرة، وفي العام 1959 انتقل يحيى إلى قنامسقط رأس الشاعرين الكبيرين عبد الرحمن الأبنودي وأمل دنقل، حيث التقى بهما وقامت بينهم صداقة طويلة. ♦ بدايته في عام 1961 كتب يحيى الطاهر عبد الله، أول قصصه القصيرة (محبوب الشمس) ثم كتب بعدها في نفس السنة (جبل الشاي الأخضر)، وفي العام 1964 انتقل إلى القاهرة وكان سبقه إليها صديقه عبد الرحمن الأبنودي في نهاية عام 1961 بينما انتقل أمل دنقل إلى الإسكندرية، أقام يحيى مع الأبنودي في شقة بحي بولاق الدكرور وفيها كتب بقية قصص مجموعته الأولى (ثلاث شجيرات تثمر برتقالا). قدمه يوسف إدريس في مجلة (الكاتب) ونشر له مجموعة محبوب الشمس بعد أن قابله واستمع إليه في مقهى ريش، وقدمه أيضا عبد الفتاح الجمل في الملحق الأدبي بجريدة المساء مما ساعد على ظهور نجمه كواحد من أبرز كتاب القصة القصيرة، كما كتب يحيى الطاهر بعض القصص لمجلة الأطفال (سمير). ♦ الأعمال الأدبية ليحيى الطاهر عبد الله العديد من الأعمال الإبداعية المتميزة من أهمها: ثلاث شجيرات تثمر برتقالا - 1970، الدف والصندوق - 1974، الطوق والأسورة - 1975، أنا وهي وزهور العالم - 1977، الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة - 1977، حكايات للأمير حتى ينام - 1978، تصاوير من التراب والماء والشمس - 1981، حكاية على لسان كلب (قصة طويلة نُشرت في الأعمال الكاملة بعد رحيله)، الرقصة المباحة (مجموعة قصصية نُشرت في الأعمال الكاملة). نشرت له أعماله الكاملة في عام 1983 عن دار المستقبل العربي، وضمت مجموعة قصصية كان يحيى قد أعدها للنشر ولكنه توفي قبل أن يبدأ في ذلك وهي (الرقصة المباحة)، وصدرت طبعة ثانية عام 1993. ترجمت أعماله إلى الإنجليزية، وقام بترجمتها دنيس جونسون ديفز، وإلى الإيطالية والألمانية والبولندية. ♦ وفاته توفي يحيى الطاهر عبد الله يوم الخميس 9 أبريل 1981 قبل أن يتم عامه ال43 بأيام في حادث سيارة على طريق القاهرة الواحات، ودفن في قريته الكرنك بالأقصر. رثاه الكثير من الكتاب والشعراء، من بينهم الشاعر أمل دنقل، فكتب ليت (أسماء) تعرف أن أباها صعد.. لم يمت، وهل يمت الذي (يحيى) كأن الحياة أبد. وكتب يوسف إدريس في رثائه مقال بعنوان (النجم الذي هوى) ونشر بالأهرام في 13/4/1981، كما رثاه عبد الرحمن الأبنودي وكتب (عدودة تحت نعش يحيى الطاهر عبد الله).