قضت الدائرة رقم 35 بمحكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار محمد علي سكيكر، اليوم الأربعاء، بإعدام المتهمين "الأول والثاني" في واقعة قتل "نجلاء.ن"، 25 عامًا، والشهيرة إعلاميًا ب"فتاة المول" عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، داخل عيادة طبيب عيون، بعد تصديق مفتي الجمهورية، فيما تقرر حبس المتهم الثالث "القاصر" لمدة 15 عامًا. وكانت هيئة المحكمة، أحالت أوراق القضية للمفتي، بعدما طالب ممثل النائب العام بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمين ال3 مؤكدًا خلال مرافعة خامس جلسات نظر القضية على أن المتهمة الأولى وتدعى "نورهان.ج.س" والشهيرة ب"نور"، ثبت تورطها في عملية القتل وبالأدلة القاطعة، بمعاونه المتهمين "الثاني والثالث" وهما "محمد.ع.ج"، و"مصطفى.خ.ع"، حدث، ولم تأخذها شفقة بتوسلات صديقاتها المُقربة إليها وأزهقت روحها إلى بارئها. وأطلقت أسرة المجني عليها إشارات السعادة والزغاريد بعدما دخل "والدها ووالدتها" في نوبة بكاء على مدار عدة جلسات، حيث تحقق مطلبهم بالقصاص لحق نجلتهم، وذلك بالتزامن مع توجيههم نظرات متلاحقة للمتهمة جميعها تحمل حسرة شديدة؛ لدخولها منزلهم وتناولها الطعام مع المجني عليها وكأنهما إخوة. وسبق وطالب فريق الدفاع عن المتهمين، بإعادة عرضهم مجددًا على الطب النفسي بكلية الطب، جامعة الإسكندرية، لبيان مدى سلامة القوى العقلية؛ رغم إيداعهم مستشفى المعمورة للأمراض النفسية والعصبية لمدة 45 يومًا، أعقب ذلك مناقشة اللجنة الثلاثية المكونة من أطباء المستشفى في التقرير الصادر عنهم، لكن المحكمة رفضت طلبهم. في وطالب محامي المجني عليها بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمين ال3 والذين حضروا من محبسهم إلى قاعة جلسة المحاكمة، وسط حراسة أمنية مشددة، بالإعدام شنقًا، وضمنهم المتهم الثالث، رغم أنه "حدث" مع تأييدهم لطلبات النيابة العامة. وواجه ال3 تُهم "حيازة أسلحة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وسرقة المتعلقات الشخصية للمجني عليها، ومصوغاتها الذهبية، وإتلاف كاميرا مراقبة العيادة الطبية" الكائنة في شارع بورسعيد، بمدينة كفر الدوار، محافظة البحيرة. وتعود وقائع القضية التي شهدتها القاعة رقم 24 بمجمع محاكم المنشية، وتحمل رقم 10981 لسنة 2021 جنايات كفر الدوار، إلى ظهر يوم 3 أغسطس الماضي، حيث جاء في تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين، عقدوا العزم على إزهاق روح المجني عليها، مرتين، الأولى استدراجها في "توكتوك" لكن خطتهما فشلت، والثانية وضعوا لها مخططًا أعدوا فيه أسلحة بيضاء، وأقراصًا مُنوِّمة داخل مقر عملها بالعيادة الطبية. وأوضحت التحقيقات، أن المتهمة استغلت علاقة صداقتها بالمجني عليها، فالتقتها في العيادة بدعوى زيارتها، وما إن خلت بها، حتى استدعت المتهميْنِ الآخريْنِ، فكمَّم أحدُهما فاها، وضربها على رأسها، وأطبق الآخر على عنقها، بينما كالتِ المتهمة لها ركلاتٍ عدة على رأسها، ثم انهالت عليها بطعنات بسلاح أبيض في أماكن متفرقة من جسدها، قاصدِين إزهاق رُوحها بما أحدثوه بها من إصابات، وفاضت روحها. وأضافت التحقيقات، أن قتل "فتاة المول" ارتبط بجنحة سرقة، إذ إن المتهمين، سرقوا في ذات الزمان والمكان من المجني عليها حليًا ذهبية، ومبالغَ مالية، وهاتفًا محمولًا، وذلك خلال حيازتهم أسلحة بيضاء، فضلا عن محاولة 2 منهم إخفاء معالم جريمتهم، بإتلافهما كاميرا مراقبة، كانت مُثبتةً في محل الواقعة. وتوصلت التحقيقات لارتباط المتهمة الأولى وتدعى "نورهان.ج.س" بعلاقة صداقة بالمجني عليها، منذ 4 أعوام، تخللها مشاركتهما العمل معًا بالعيادة الطبية، وعلى إثر خلافات بينهما؛ لتفضيل المجني عليها عن المتهمة في العمل، وسوء علاقتهما، نَوتِ الانتقام منها بقتلها، فأوهمت المتهم الثاني خلال يونيو الماضي، بسرقة المجني عليها لمصوغات ذهبية، ومبالغَ مالية منها، واتفقت معه على قتلها. وأضافت المتهمة أمام النيابة، أن ما زاد من إثارة حفيظتها أنها وأثناء أداء الامتحانات بالكلية كانت تقوم بأعمالها في العيادة، ولرغبتها في الاستمرار بالعمل بدلاً منها، قررت التخلص منها بقتلها، وفي سبيل ذلك استعانت بالمتهمين ب2 من أقاربها وهما: "مصطفى.خ.ع"، 17 عامًا، عامل يومية، و"محمد.ع.س"، 19 عامًا، عامل محارة، لمعاونتها في ارتكاب الواقعة، نظير مبلغ مالي لكل منهما، حيث ذهبت إلى العيادة، وجلست تتحدث مع المجني عليها للحديث ثم أعطتها "عصير" به مخدر فرفضت. وأوضحت المتهمة، أنها وعقب ذلك استدرجتها نحو الحمام بدعوى إعيائها، ثم أرسلت رسالة هاتفية إلى المتهم الثاني؛ لبدء تنفيذ خطتهما، وما أن دخلا العيادة حتى كبلها المتهمين، ولتعرض الثاني لخربشة في وجهه إثر مقاومته أثناء تكميمه فمها لإسكات صوتها هرع هاربًا، حيث حاولت المجني عليها الاستغاثة بصديقتها أثناء قتلها، لكنها لم تستجب لها، وانهالت عليها بسكين المطبخ في قدميها ورأسها. وأشارت التحقيقات، إلى أنه وفي تلك الأثناء رطم المتهم الأول رأس المجني عليها عدة مرت في بلاط أرضية الحمام، وهو ممسكًا بحلقومها، حتى تأكد من موتها، ما أن فرغوا من قتلها وطمس معالم مسرح الجريمة التي استخدموا فيها "برشام منوم، وموس كتر، ومقص، وصامولة حديد، ولزق طبي، وسكين من بوفيه العيادة"، حتى سرقوا مبلغ مالي، وسلسلة ذهبية، وهاتفين محمولين، ثم لاذوا بالفرار. وتم تحرير محضر إداري بالواقعة، وبعرضهم على النيابة العامة، ارشدوا عن الأدوات المستخدمة في الحادث، فتم التحفظ عليها، وقررت حبسهم احتياطيًا على ذمة التحقيقات، إلى أن تم إحالتهم للمحاكمة الجنائية العاجلة، بعضوية المستشارين: محمد علي عبد المجيد، وأيمن إبراهيم درويش، وهيثم وجيه حماد.