قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الولاياتالمتحدة ستترك تحديد التقدم في المفاوضات الجارية بين موسكو وكييف في تركيالأوكرانيا، وما إذا كانت روسيا منخرطة فيها بشكل جيد أم لا، لافتًا إلى وجود فرق بين تقوله روسيا وما تفعله. وأضاف بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية المغرب، مساء الثلاثاء، أن روسيا مستمرة في الاعتداءات الوحشية على الشعب الأوكراني وأوكرانيا حتى الآن، مشيرًا إلى اضطرار نصف أطفال أوكرانيا إلى النزوح؛ بسبب الاعتداء الروسي. وذكر أن الولاياتالمتحدة تركز على أفعال روسيا، وتتابع ما يحدث في ماريوبول والمدن الأوكرانية الأخرى، قائلًا إن موسكو يتعين عليها وقف إطلاق النار، وسحب قواتها، وأن تنخرط في المحادثات الجارية. وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن «الأوكرانيين يتسمون بقوة وشجاعة وعزيمة، ليس فقط للتصدي والوقوف من أجل مستقبل دولتهم وبدلهم، بل الانخراط في المفاوضات فيما يوجه المسدس نحو رؤوسهم»، موضحًا أن بلاده ستدعم موقف كييف إذا صرحت بأن المفاوضات تسير بشكل جيد. وتابع: «أنظر إلى نتائج المفاوضات لبحث وجود نتائج حسية، ولو هناك نتائج فإن دعمنا لأوكرانيا يستمر في المستقبل بالنسبة لدفاعها وسنسعى إليه»، مضيفًا أنه «لا يرى أية بوادر تشير إلى أن المفاوضات تسير أو تمضي قدمًا بطريقة فعالة، أو أي بوادر جدية من قبل روسيا». وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، عن امتنانه لرؤية زيادة التقارب بين الطرفين الروسي والأوكراني، في كل مرحلة من مراحل المفاوضات الروسية الأوكرانية. وقال خلال تصريحات، نشرتها وكالة الأنباء التركية «الأناضول»، مساء الثلاثاء، إن مفاوضات إسطنبول شهدت الاتفاق بين الطرفين (الروسي والأوكراني) على بعض المسائل، مؤكدًا أنها مؤشر على ثقة الأطراف بتركيا. وأشار إلى «تسجيل التقدم الأكثر أهمية منذ بدء المباحثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول اليوم»، قائلًا إنه «من المتوقع أن يحدد وزيرا خارجية البلدين (روسياوأوكرانيا) مسار المسائل الأكثر صعوبة في اللقاءات المقبلة». من جهته، صرح فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين الروس بعد انتهاء المحادثات مع أوكرانيا في إسطنبول، اليوم الثلاثاء، بأن المحادثات بين روسياوأوكرانيا كانت بناءة. وأشار إلى إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي، إذا توصلت موسكو لاتفاق مع أوكرانيا، قائلًا إن موسكو تلقت مقترحات خطية من أوكرانيا تؤكد سعيها لأن تكون دولة محايدة وخالية من الأسلحة النووية. وقال الوفد الأوكراني المفاوض، إن إسرائيل وتركيا وبولندا وكندا قد تكون من الدول الضامنة لأمن كييف، مؤكدًا أن أوكرانيا ستوافق على وضع الحياد، بشرط وجود ضمانات أمنية. وأضاف في تصريحات صحفية، مساء الثلاثاء، أن «أوكرانيا ستجري استفتاء عام بشأن أي اتفاق مع روسيا»، نافيًا التوقيع على أي اتفاقات مع موسكو حتى الآن. وتابع: «لم نتفق على شيء بعد ولم نحصل على أي موافقة من الجانب الروسي، وسنوقع اتفاقا بشأن الحدود التي يجب أن نحقق الأمن داخلها وهو ما نعمل عليه الآن»، قائلًا إن «المكسب الأول من مفاوضات اليوم مرتبط بنقل المفاوضات من بيلاروسيا إلى تركيا». وأردف: «سنتحدث عن جميع حدود أوكرانيا التي رسمت عام 1991، لا يمكن الحديث عن الاستفتاء دون رجوع اللاجئين لمنازلهم، والاستفتاء يجب أن يحصل على موافقة البرلمان الأوكراني ودون أي تدخل خارجي، واتفقنا على إرجاء النقاش مع روسيا بشأن القرم لما بعد إحلال السلام».