أصبحت مشكلات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب أكثر شيوعًا من أي وقت مضى، خاصة بالنسبة للأمهات اللاتي يتعاملن مع الضغط الإضافي (اقتصادي ووبائي وأوضاع مختلفة غير مستقرة)، ويمكن أن يؤدي الإجهاد الزائد والمشاكل النفسية لدى الأم إلى مشاكل سلوكية وعاطفية للأطفال في مراحل النمو، وفق ما ذكرته فانيسيا لوبو، أستاذ مساعد في علم النفس بجامعة روتجرز. تفول لوبو: "الإجهاد المستمر لفترات طويلة من الزمن، ليس جديدًا بالنسبة لبعض الفئات في المجتمعات العالمية، على سبيل المثال، الأفراد الذين يعانون من الصدمة، مثل اللاجئين الذين يحاولون الهروب من حكومة قمعية، أو العائلات التي تكافح مع الفقر، نتيجة لذلك كان الباحثون منذ فترة طويلة يحققون في آثار ذلك على الأبناء"، بحسب موقع "سيكولوجي توداي". أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يعيشون في بيئات مرهقة يمكن أن يصابوا بأنواع مختلفة من المشاكل السلوكية والعاطفية أثناء مراحل النمو، على سبيل المثال، تم ربط قلق الوالدين والضغوط المنزلية بمشاكل أطفالهم العاطفية، بما في ذلك المشكلات السلوكية والعدوانية والقلق والاكتئاب في دراسة أعدت عام 2021، وتحديدا تم ربط إجهاد الأم أيضًا بعوامل في مرحلة الطفولة تتنبأ بالقلق لاحقًا مع تقدم الأطفال في السن، وهي الحالة المزاجية الصعبة أو الحالة المزاجية التي تتميز بالكثير من المشاعر السلبية. علاوة على ذلك، يرتبط قلق الأمهات والاكتئاب باندفاع الأطفال ومشاكل الانتباه، وفق دراسة أخرى أجريت في 2017، بحسب ما ذكر في تقرير "فانيسيا لوبو". أضافت لوبو أن التوتر يمكن أن يبدأ في التأثير على الطفل قبل ولادته، حيث يرجح الباحثون أن الأمهات اللواتي يعانين من نوع من الصدمات أثناء الحمل، يميلون إلى إنجاب أطفال معرضين أكثر للإصابة بالاكتئاب والقلق، ويعاني هؤلاء الأطفال أيضًا من مضاعفات الولادة بشكل مثل ضعف تدفق الدم في الرحم والولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة، ويمكن أن تؤدي مشكلات الولادة هذه إلى ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بمرض السكري في وقت لاحق، وفق لدراسة أجريت عام 2016. تضمنت الأبحاث الأحدث حول هذا الموضوع فحص أدمغة الأجنة من خلال بطون أمهاتهم الحامل لفحص العواقب العصبية الحيوية للتوتر الذي تصاب به الأم أثناء الحمل، وظهر أن الإجهاد لدى الأم يرتبط بانخفاض وظائف أدمغة الأجنة، وفي دراسة حديثة، قام الباحثون بفحص أكثر من 100 أم ووجدوا أن إجهاد الأم مرتبط بانخفاض اتصال الدماغ الوظيفي لدى الجنين. تقول لوبو: "على الرغم من أن هذه التغييرات في الأجنة على أساس إجهاد الأم هي ردود فعل طبيعية للتطور في بيئة مرهقة، إلا أن هذا لا يعني أننا لا يجب أن نحاول المساعدة، ودعم الأمهات تحديداً في البيئات الفقيرة والمعرضة لمخاطر أكبر".