فى ظل الحرب الأوكرانية الروسية الحالية، تتعرض بعض المعالم التاريخية والأثرية والأصول الثقافية فى مدن أوكرانيا للتخريب والتلف جراء القصف والضرب، وهو ما دفع الأوكرانيين للمبادرة بحماية آثارهم وتاريخهم من التلف أو التدمير الذى قد يلحق بها. لذلك، أطلقت مجموعة من مديرى المتاحف فى أوكرانيا مبادرة لإرسال أموال للعاملين فى المجال الثقافى فى جميع أنحاء البلاد، وكان من بينهم موظفو المتاحف والمكتبة الذين يعيشون فى مدن جنوبية مثل خيرسون، التى تخضع الآن للتواجد الروسى، وذلك فى محاولة للحفاظ على التراث الثقافى للمدن. ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية بعض التفاصيل عن أعمال الحماية التى يقوم بها المتطوعون والعمال، من بينهم ليليا أونيشينكو، إحدى المتطوعات، أمام الكاتدرائية اللاتينية فى لفيف، التى قالت: «إنهم لا يهتمون بما يدمرونه»، وكان يقف خلفها عمال البناء منهمكين فى إقامة سقالات حول كنيسة صغيرة من عصر النهضة لحمايتها فى حال القصف. ونقلت الصحيفة عن رئيس مكتب حماية التراث بمجلس مدينة لفيف، أوليكسى سيمينوفيتش، قوله: «إذا فقدنا ثقافتنا، فإننا نفقد هويتنا، لطالما مدينتنا متعددة الثقافات، شيدها البولنديون والألمان واليهود والأرمن والهنجاريون». وسابقا، تعرضت بعض الأصول الثقافية الأوكرانية للقصف والتلف، بما فيها متحف مدينة إيفانكيف، شمال غرب كييف، يضم عشرات الأعمال للفنانة الشعبية الأوكرانية ماريا بريماتشينكو، وكاتدرائية الافتراض فى خاركيف، التى تحول جزء منها إلى حطام. وحاليا، يقوم المتطوعون بتحديد وأرشفة المواد من المؤسسات الثقافية الأوكرانية لحفظها للأجيال القادمة، ويشاركهم أكثر من ألف أمين مكتبة وباحث فى حفظ التراث الثقافى الأوكرانى عبر الإنترنت.