«الجارديان»: الأوكرانيون يتسابقون لإنقاذ تراثهم الثقافي من تدمير الروس

تعتبر حرب روسيا على أوكرانيا كارثة شاملة، حيث قصف جيشها المدن المأهولة بكثافة بالسكان، وقتل المئات، في حين لاذ ما يزيد على مليوني لاجئ بالفرار في الخارج ليشكلوا أكبر «حركة خروج» في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، بينما قضت العائلات في ماريوبول المحاصرة ما يزيد على الأسبوع وهم يعيشون في ظروف مأساوية بدون حرارة أو أو ماء أو طاقة، حسبما قالت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها اليوم الأربعاء.
وتطرق التقرير، الذي نشرته الصحيفة تحت عنوان «إنهم برابراة ..الأوكرانيون في سباق لإنقاذ تراثهم الثقافي»، إلى كارثة أخرى ظهرت مع تلك الكارثة الإنسانية، والتي تتمثل في تفجير وتخريب «الأصول والممتلكات الثقافية»، والتي تشمل متحفا في مدينة إيفانكيف شمال غرب العاصمة الأوكرانية كييف، والذي يضم عشرات الأعمال التي أبدعتها فنانة الفلولكور الأوكرانية ماريا برياماتشنكو، مشيرا إلى أن بعضها فقد الآن إلى الأبد.
و لفت التقرير إلى أن القوات الروسية قامت بقصف كاتدرائية الصعود في خاركيف، وألقت بركام الهدم في صحنها.
وأشار التقرير إلى اعتقاد الكثيرين بأن تدمير الأصول والمملتكات الثقافية يشكل جزءا من استراتيجية الكرملين لمحو أوكرانيا كدولة مستقلة ذات سيادة.
ونبه إن الأوكرانيين في سباق محموم من أجل إنقاذ التراث الثقافي، مشيرا إلى أن المقطع المصور للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي الثلاثاء والذي أعلن فيه أن موسكو دمرت كنيسة «خشبية» تعود إلى القرن التاسع عشر وسوتها بالأرض في قرية فيازيفكا بإقليم جاتومير الغربي.
وهو ما اعتبرته عضو رابطة حماية الآثار، أولها روتكوفسكي في منشور لها على فيسبوك «تطهيرا عرقيا ضد الأمة الأوكرانية».
وقال التقرير إن كثيرا من الأوكرانيين يعتقدون أن ذلك التخريب ليس حادثا عارضا، موضحة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زعم في مقال له الصيف الماضي أن أوكرانيا وروسيا «شعب واحد» بينما قال زيلينسكي إن الهدف النهائي الذي يسعى إليه الكرملين هو محو أوكرانيا كدولة ذات سيادة، وهو ما يتضمن اللغة والشعب والثقافة والتي خضعت كلها للقمع خلال حقب السابقة من حركات التحول إلى الثقافة الروسية.
وأشار التقرير إلى أن مجموعة من مديري المتاحف دشنت مبادرة لإرسال المساعدات المالية للعاملين في الثقافة عبر البلاد، ومن بينهم موظفو المتاحف والمكتبات العامة الذي يشعيشون في المدن الجنوبية مثل خيرزن، والتي تخضع الآن للاحتلال الروسي.
في حين أكدت مديرة متحف لفيف أولها هونتشار أن أحدا لم يتقاضى راتبه، بينما تستخدم «الرواتب» التي تدفعها المفوضية الأوروبية وغيرها من المناحين في شراء الطعام.
وقالت إن الروس اعتادوا العيش تحت نظام شمولي، وتم تحويلهم إلى كائنات «زومبي» أما نحن الأوكرانيين فنقيم التفكير النقدي، لافتة إلى أن فكرة أن روسيا وأوكرانيا نفس الشيئ هي أسطورة شمولية تحلم بها موسكو.