بعد نحو 4 سنوات من التطبيق فى بعض المصايف والقرى السياحية بدأت بعض أحياء القاهرة منذ شهر تجربة التعامل بنظام دفع فاتورة الكهرباء مقدما من خلال كارت شحن يشبه كارت التليفون المحمول الذى يتم شحنه بالقيمة التى يريدها المستهلك دون التقيد بقيمة محددة وقبيل انتهاء قيمة الشحن ب3 أيام يقوم العداد بتنبيه المستهلك لكى يعيد شحن الكارت حتى لا ينقطع التيار الكهربائى بعد نفاد رصيده. تماما مثلما يحدث مع المحمول ولكن بالطبع وعلى خلاف ما يحدث مع المحمول لا يمكن أن يقترض المستهلك من صديقه كهرباء ببضعة جنيهات عند الحاجة على طريقة « اشحن لى شكرا» وأماكن الشحن، بحسب شركات توزيع الكهرباء، ستكون متوفرة ومنتشرة فى مختلف الأماكن لتيسير الأمر على المواطنين. الدمايطة حسبوها صح فى شركة كهرباء جنوبالقاهرة فوجئ المشتركون وهم يدفعون فاتورة الكهرباء بتوزيع إعلان مع إيصال الدفع يعرفهم بالعداد الكهربائى ذى الكارت المدفوع مقدما ويحثهم على التحول إليه أو تركيبه فى حالة المساكن الجديدة والإعلان يؤكد أن الشركة سوف تركب العداد مجانا وتتحمل قيمته عن المشترك لتشجيعه وحثه على دخول التجربة. فى محافظتى دمياط والدقهلية كانت البداية فى مصايف جمصة ورأس البر وبلطيم وبحسب المهندس محمد أبوبكر رئيس شركة توزيع شمال الدلتا والتى يتبعها 2.8 مليون مشترك فالتجربة حققت نجاحا كبيرا حيث تم تركيب هذه العدادات فى مدينة رأس البر بالكامل وفى 80 % من منازل جمصة وبلطيم. ويشير بكر إلى أن الشركة تقوم حاليا بتركيب العدادات المدفوعة مقدما فى مدينة دمياط التى اقتنع أهلها بهذه العدادات بعد أن «حسبوها صح» وبعد أن جربوها فى رأس البر حيث إن الكثيرين من سكان دمياط يملكون بيوتا فى رأس البر «كنا نستهدف تركيب 50 ألف عداد فى دمياط لكننا قمنا بتركيب 75 ألف عداد حتى الآن» وهناك قائمة انتظار من الدمايطة لتركيب نحو ألف عداد آخر ونستهدف تركيب نحو 30 ألفا فى العام المالى الحالى كما نقوم بتطبيق التجربة فى المنصورة أيضا. مخاوف المستهلكين كانت من انتهاء الشحن وقطع التيار الكهربائى قبل أن يتمكنوا من إعادة الشحن «استطاعت شركة شمال الدلتا التغلب عليها ويقول رئيس الشركة إنه بعد انقطاع التيار يمكن إعادته مرة أخرى بنفس الكارت الذى يعمل لمدة ثلاثة أيام دون شحن حتى تتاح الفرصة للمستهلك بإعادة الشحن مرة أخرى كما أن مراكز الشحن تظل مفتوحة حتى منتصف الليل شتاء وحتى الثانية صباحا صيفا وفى شهر رمضان تعمل طوال 24 ساعة. بدأنا بالأحياء الراقية «بدأنا فى القاهرة منذ شهر وركبنا حتى الان نحو 2000 عداد والبداية كانت طبعا فى الاحياء الراقية مثل الزمالك والمعادى و6 أكتوبر» هذا ما يؤكده المهندس محمود سلطان رئيس مجلس إدارة شركة توزيع كهرباء شمال القاهرة والتى يتبعها نحو 4.2 مليون مشترك مشيرا إلى أن شكاوى المشتركين من تراكم الفواتير نتيجة عدم ذهاب كشاف الكهرباء بانتظام والقراءات الوهمية للعداد وكذلك سرقات الكهرباء كانت وراء الاتجاه إلى استخدام بعض أنواع العدادات الحديثة مثل العداد المدفوع مقدما والعداد الإلكترونى الذى يقرأ عن بعد ولا يحتاج إلى وجود كشاف . ويقول سلطان عرضنا الفكرة على وزير الكهرباء والذى وافق على التنفيذ وحتى نيسر الأمر على الناس ونشجعهم على التركيب قررنا أن تتحمل الشركة قيمة العداد التى تبلغ نحو 300 مليون جنيه «ولو العداد باظ تتحمل الشركة التصليح أو التبديل» وتستهدف شركة شمال القاهرة بحسب سلطان تركيب 4 ملايين عداد مسبوق الدفع. «الأحياء الراقية هدفنا فى بداية تطبيق التجربة الجديدة لسهولة إقناع سكان هذه المناطق أما المناطق الشعبية فستكون فى مراحل تالية» يضيف سلطان لافتا إلى فائدة هذه التجربة للدولة وللمستهلك على السواء فهى ستؤدى إلى تحقيق نسب عالية من التحصيل إلى جانب منع السرقات كما نؤدى إلى ترشيد استهلاك الكهرباء مما يخفف الاعباء على المستهلك والدولة فى الوقت ذاته خاصة وأن معدلات استهلاك الكهرباء تزيد سنويا بنحو 12 % وتواجه الدولة هذه الزيادة ببناء محطة كهرباء كل عام بتكلفة تقدر بنحو 7 مليارات جنيه. اشحن ب10جنيهات أقل مبلغ لشحن كارت الكهرباء هو 20 جنيها وفقا لما يؤكده رئيس شركة شمال القاهرة لكن الشركة اضطرت للشحن لأحد المواطنين ب10 جنيهات، بحسب ما يقوله المهندس محمد عبدالعظيم رئيس القطاع الفنى بالشركة والذى يعتقد أن المواطن ربما أراد أن يختبر التجربة بأقل خسائر ممكنة مشيرا إلى أن معظم المشتركين فى هذا النظام شحنوا بنحو 100جنيه ويرى عبدالعظيم أن هذا النظام الجديد يحتاج إلى عملية إقناع واسعة للمواطنين والرد على أسئلتهم ومخاوفهم بشأنه وتشجيعهم على تجربة النظام حيث يقدم العداد مجانا وإذا أراد المشترك العودة إلى العداد القديم العادى فسوف تقوم الشركة بتركيبه مرة أخرى ولفت عبدالعظيم إلى ان هناك 17 إدارة عامة على مستوى القاهرة و6 أكتوبر وحلوان والجيزة بها مراكز شحن لكروت العداد الكهربى. زيادة الاستهلاك تخطط شركة كهرباء القاهرة أيضا لادخال العداد الإلكترونى «القراءة عن بعد» إلى منازل المواطنين جنبا إلى جنب العداد المدفوع مقدما وذلك بعد نجاحه فى المناطق الصناعية ويقول رئيس الشركة محمود سلطان إن العداد الإلكترونى أكثر دقة بكثير من العداد الحالى فى تسجيل الاستهلاك كما أنه يقوم بتسجبل أى محاولات لسرقة التيار الكهربائى ويكشفها ونحن نتجه إلى تركيبه فى المساكن الجديدة كما يتم تركيبه فى عمليات الإحلال والتبديل وقد نجح هذا العداد فى المناطق الصناعية بحسب ما يؤكده سلطان «أراحنا كثيرا فى المصانع ونسعى إلى تعميمه فى كل المناطق الصناعية لتقليل مشاكل الفواتير والنزاعات التى تثور حولها مع الشركة». ثمة شكوى أثارها العداد الإلكترونى وهى زيادة الاستهلاك عن المعدل العادى وهذه الشكوى تلقتها الشركة من عدد من المشتركين ويفسر «سلطان» ذلك بقوله إن العداد ذو حساسية فائقة فى تسجيل الاستهلاك الحقيقى عكس العداد الحالى الذى يفتقد مثل هذه الدقة بسبب قدمه أو تكنولوجيته لكن فى النهاية الفارق لا يمثل أكثر من 5 % من الاستهلاك ويمكن أن يتلافاها المشترك من خلال ترشيد استهلاكه ومثل هذه العدادات الجديدة تساعد بالفعل على ترشيد الاستهلاك. الحق فى الدعم محفوظ «كجهاز لتنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك تابعنا التجربة فى الساحل الشمالى والمصايف قبل التطبيق فى المدن السكنية واشترطنا على شركة شمال الدلتا عند فشل التجربة أن تعيد تركيب العدادات التقليدية مرة أخرى مجانا ودون تحميل المستهلك أى أعباء جديدة» يؤكد ذلك صلاح عبده رئيس وحدة حماية المستهلك بجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك مشيرا إلى أن الشركات تشترط الآن تركيب العدادات التى تقرأ عن بعد بالعمارات والعقارات الجديدة فى إطار خطة التحول لهذه العدادات. اما العداد المدفوع مقدما فيتم تركيبه بناء على رغبة المشترك والعدادات الجديدة تتميز بدقة التسجيل كما تحافظ على أسلوب الحساب الخاص بالدعم وفقا للتسعيرة الحكومية لكل شريحة وذلك بحسب صلاح عبده الذى يؤكد أن العداد مبرمج بحيث يحتسب السعر وفقا للشرائح كل أول شهر فالشريحة المنزلية الأولى حتى 50 كيلو وات بسعر 5 قروش للكيلو والثانية حتى 150 كيلو بسعر 11 قرشا وهكذا. وقال: «لم نتلق شكاوى من الأماكن التى طبقت نظام العداد المدفوع مقدما تبعا لما يقوله عبده باستثناء بعض الشكاوى من بعض المشتركين بشركة جنوبالقاهرة زيادة الاستهلاك بعد تركيب العدادات التى تقرا عن بعد وأحلنا الشكوى إلى الشركة التى أكدت أن هذه الزيادة طبيعية وتعود لدقة هذه العدادات مقارنة بالقديمة ولكن معظم المخاوف الأخرى فى رأى صلاح عبده تتركز فى احتمال انقطاع الكهرباء فى وقت لا يتمكن فيه المستهلك من شحن الكارت ولذلك راعينا ان تعمل اماكن الشحن على مدار اليوم كما أن العداد لا يفصل التيار بعد الساعة الخامسة مساء فضلا عن أنه يصدر انذرات متتالية قبل فترة من انتهاء الشحن. وإذا كانت مخاوف المشتركين لها حلول من جانب شركات الكهرباء فان هناك مخاوف لوحدة حماية المستهلك كما يقول صلاح عبده مازالوا يبحثون لها عن حلول اهمها منها احتمال التلاعب فى العداد المدفوع مقدما عن طريق نزع البطارية التى يعمل بها ليتم سرقة الكهرباء أو عند ضعف البطارية التى يتراوح عمرها بين عام وعامين ولمواجهة هذه المشكلة اكدت الشركات انها سوف تعد كشوفا شهرية واسبوعية بالذين يحصلون على كروت شحن ورصد المتخلفين عن الشحن بعد انتهاء الفترة وإرسال لجان لهم للتأكد من حدوث أى عمليات تلاعب من عدمه لأن هناك احتمالات لأن يكون أصحاب العدادات «مسافرين أو فى إجازة». مزايا العداد الإلكترونى الذى يقرأ عن بعد أو المدفوع مقدما توفر للدولة فاقد فى الكهرباء يتراوح بين 15%و 16% نتيجة للسرقات كما يقول عبده مشيرا إلى أن الفاقد الفنى يبدأ من 3% ولا يزيد على 5 % ونحن لم نصل أبدا لهذه النسبة المنخفضة من الفاقد ويرى عبده ضرورة البدء بحملة لتوعية المواطنين بمزايا هذه العدادات التى يتم معايرتها وتحصل على تراخيص من هيئة التوحيد القياسى.
