نسبت صحيفة "هآرتس" اليسارية في إسرائيل إلى أحد الوزراء المقربين من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى قوله أن احتمالات استئناف مفاوضات العملية السلمية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ضئيلة. ورجح أن تنتهي الجولة الحالية التي يقوم بها في المنطقة السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط بالفشل ودون أن ينجح في إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس باستئناف المفاوضات مع إسرائيل حول التسوية الدائمة، ودون ان يتلقى ميتشيل أيضا من نتنياهو ردا واضحا حول موقفه من صيغة هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية حول حدود التسوية الدائمة. وفي تعقيب على أقوال الرئيس الأمريكي باراك اوباما يوم الخميس التي قال فيها "لقد أخطأت في تقدير الصعوبات التي تعترض استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط" زعم دانى ايالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي "أن الفشل في عملية السلام يعود للفلسطينيين والدول العربية". وأضاف ايالون فى تصريح نقلته اليوم الإذاعة الإسرائيلية "إن الفشل لا يعود إلى الرئيس الأمريكي وإنما للفلسطينيين والدول العربية، فالفلسطينيين وضعوا شروطا مسبقة ومطالب لا يمكن القبول بها". وأعرب عن اعتقاده بأن الجانب الأمريكي سيواصل اتصالاته سعيا لاستئناف المفاوضات، وأن إسرائيل ستقدم له الدعم في هذا الموضوع. كانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد قالت إن تحقيق التسوية السلمية أمر يتوقف على الفلسطينيين والإسرائيليين، وأكدت في تصريحات للصحفيين بواشنطن أمس الخميس التزام أمريكا المطلق بالحل بين الطرفين، وأنه لا يهم إن كانت هذه الجولة هي الثانية أو الجولة العشرين. وأضافت " إننا نؤمن بأن هذا وضع يستحق اهتماما متواصلا وأن غياب هذا الاهتمام ربما أوجد بعض الصعوبات التي نواجهها الآن، ولكن في نهاية الأمر كما قال الرئيس باراك أوباما لمجلة (تايم) الأمريكية هذا أمر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية جميعا يمكنهم العمل سويا لمحاولة إيجاد الشروط لحسم القضايا العالقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن في آخر النهار، يتعين عليهم هم أن يتخذوا القرار". وتابعت "لذا سنواصل عمل كل شيء نستطيع عمله لإيجاد بيئة يصبح فيها هذا أمرا ممكنا، لقد حضينا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني كليهما على العودة إلى طاولة المفاوضات والبدء في معالجة المشكلات الصعبة جدا، ولكن التي يمكن حلها كما نعتقد والتي تقف في طريق الأمن لدولة إسرائيل وإقامة دولة للفلسطينيين". ومن المقرر أن يلتقي جورج ميتشل في وقت لاحق يوم الجمعة بمقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث دفع عملية التسوية المتعثرة والعودة إلى طاولة المفاوضات المتوقفة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني منذ عام. وذكرت مصادر فلسطينية أن الرئيس عباس سيؤكد لميتشل على ضرورة أن توقف إسرائيل الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة كخطوة أولى للعودة إلى مفاوضات السلام وأن تفضي هذه المفاوضات إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود عام 1967. وطالبت حركة فتح الإدارة الأمريكية بالخروج من دائرة الانحياز للموقف الإسرائيلي وأن تمارس ضغطا فعليا على إسرائيل من أجل تذليل العقبات أمام عملية المفاوضات. وأعربت الحركة عن أملها في أن تحمل زيارة ميتشل جديدا يدفع إلى استئناف المفاوضات استنادا إلى التزامات خطة خارطة الطريق. وأكدت أن الشعب الفلسطيني سئم من المفاوضات التي تدور في حلقة مفرغة على الطريقة الإسرائيلية في ظل معاناة كبيرة تحت الاحتلال. من جانبها أكدت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية على ضرورة التمسك بموقف الرئيس محمود عباس القاضي برفض العودة إلى المفاوضات إلا بعد أن توقف إسرائيل الاستيطان وأن تلتزم بمرجعية قرارات الشرعية الدولية. ودعت الفصائل الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأعضاء الدائمين بمجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بالوقف الشامل للاستيطان في الضفة الغربية وفي مقدمتها القدسالمحتلة.