أعلن قصر باكنجهام، الأحد الماضي، إصابة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، بفيروس كورونا؛ ما اضطرها إلى تأجيل عدة اجتماعات كانت مقررة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وكان احتفال إليزابيث الثانية هذا العام، رقم 70 في مسيرة حكمها الطويلة، التي تعد من بين أطول الفترات حكما بالتاريخ الحديث، ما جعلها شاهدة على أحداث هامة أثرت على العالم وعلى مستوى الداخل البريطاني، بمعاصرتها ل15 رئيسا للحكومة. ويأتي على رأس الفترات الحكومية، فترة صعود مارجريت تاتشر أول سيدة لهذا المنصب، التي امتدت ل11 عاما (رئيس الحكومة في بريطانيا هو من يملك غالبية الصلاحيات التنفيذية مع الدور الشرفي للملكة)، ولُقبت ب"المرأة الحديديدة"؛ لقوة تأثيرها في السياسة العالمية، وخاصة دورها في تفكك الاتحاد السوفيتي. وصاحب تقاسم سيدتين للسلطة في أحد أكبر بلاد العالم، مواقف مميزة ولافتة، ما بين التوتر والتقدير الكبير. ذكر موقع "بايوجرافي"، أن توتر العلاقة كان ناتجًا عن أنماط الشخصية المتعارضة، فبينما يقال إن العائلة المالكة تتمتع ب"الجمود والرسمية"، كانت "تاتشر" مُحبة لروح الفكاهة. ومن بين نقاط الخلاف الأبرز، كانت بشأن العقوبات المفروضة على حكومة جنوب إفريقيا التي يقودها البيض خلال الفصل العنصري (الذي لم ينته حتى 1994)، وكان تقدير إليزابيث أن السياسة الداخلية لرئيس الوزراء كانت غير مبالية ومثيرة للانقسام، حسبما ذكرت "أسوشيتدبرس". وذيعت القصة في تقرير مطول لصحيفة "صن داي تايمز"، لكن صدر بيان ملكي بنفيها، مؤكدا أن الملكة لا تتدخل في أي قرارات تخص الحكومة، وأن ما يربطها ب"تاتشر" علاقة خاصة ومحترمة. لكن "صنداي تايمز" التزمت بتقاريرها، وقالت إن بيان القصر متوقع، وأضاف أندرو نيل، محرر التقرير: "أعتقد أن ما يُقال في العلن وفي السر هما شيئان مختلفان، ويجب أن يحافظ القصر على موقعه". واستمر التوتر في العلاقة حتى بعد مغادرة "تاتشر" لمنصبها الحكومي، برفضها دعوة من الملكة لحضور سباق للخيل. لكن وبرغم ذلك، تشير شواهد أخرى إلى أن التقدير كان له أولوية في العلاقة التي ربطت بين السيدتين، حيث منحتها الملكة "وسام الاستحقاق" في ديسمبر 1990، بالإضافة إلى منح زوجها "تشريف البارونية"؛ ليصبح السير دينيس تاتشر. وامتدادا للتكريم، كسرت الملكة البروتوكول بعد وفاة تاتشر، حيث حضرت جنازتها على الرغم من أنه وفقًا للتقاليد، فإن "الملك لا يحضر جنازات عامة الشعب".