لم يتمكن العلماء من معرفة سبب عدم تحفيز الجرعة الرابعة من لقاح كورونا لاستجابة مناعية قوية، ويعتقد البعض أن اللقاح الحالي قد لا يكون أفضل وسيلة لمحاربة متحور مثل "أوميكرون"، حسب ما نقله موقع "إن بي آر" الأمريكي. وعلى الرغم من أن الجرعة الإضافية عززت مستويات الأجسام المضادة إلى المستوى الذي تم ملاحظته بعد الجرعة الثالثة مباشرة، إلا أن الزيادة في الأجسام المضادة لم تُترجم إلى حماية قوية ضد العدوى. وبحسب الموقع، فإن الجرعة التعزيزية خفضت من خطر الإصابة بالعدوى بنسبة تتراوح بين 10% و30% فقط، وفقًا لتقرير Regev-Yochay وفريقه، الذي توصل إلى أن الجرعة الرابعة تعيد بعض الحماية المفقودة بعد الجرعة الثالثة، لكنها لا تعزز المناعة بعد ذلك. وأشار الموقع، إلى أنه خلال فترة الدراسة التي استمرت 30 يومًا، أصيب حوالي 20% من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح الإضافي، بمتحور "أوميكرون" من فيروس كورونا، مقارنةً بنحو 25% من الأشخاص الذين تلقوا 3 جرعات فقط، ولا يبدو أن الجرعة الزائدة تنشط الخلايا التائية، لكنها ضرورية لتجنب العدوى في المستقبل. تقول جينا جوثميلر، أخصائية المناعة في جامعة شيكاغو: "(أوميكرون) -في رأيي- قد غير كل شيء، ومن المرجح أن يتسبب في حدوث عدوى، وبالتالي فإن اللقاح الذي نجح مع المتحورات السابقة مثل (ألفا) و(دلتا)، ربما لن يكون بنفس الفاعلية مع (أوميكرون)". وأضافت أن اللقاحات الحالية تؤدي إلى استجابة مناعية قوية داخل الدم، مما يوفر حماية كبيرة ضد الأمراض الشديدة، لكن اللقاح لا ينتج استجابة مناعية قوية داخل الجهاز التنفسي، حيث يبدأ الفيروس بالعدوى. وتابعت: "لذلك أنا متحمسة حقًا لأن الناس يعملون على لقاحات تعتمد على الغشاء المخاطي (مثل بخاخات الأنف)، التي يمكنها بالفعل تدريب جهاز المناعة لدينا داخل البلعوم الأنفي لتوفير حماية قوية، ربما تكون هذه هي الخطوة التي نحتاجها للأمام إذا أردنا الحصول على حماية قوية ضد الإصابة بمتحور مثل (أوميكرون)، المعروف بأنه معدي جدًا". فهل يمكن لجرعة رابعة أن تساعد في توسيع الحماية من الأمراض الشديدة؟ تقول ريجيف يوتشي، من مركز شيبا الطبي: "على الرغم من النتائج المخيبة للآمال للجرعة الرابعة، لا تزال اللقاحات الحالية مفيدة بشكل ملحوظ عندما يتعلق الأمر بإنقاذ الأرواح، وحتى الآن فإن اللقاحات تقوم بعمل جيد في منع دخول المستشفى والوفاة". وفي الواقع، وجدت دراسة نُشرت هذا الشهر، أن 3 جرعات توفر حماية بنسبة 90% تقريبًا من عدوى "أوميكرون"، بعد شهرين من آخر جرعة، لكن هذه الحماية تنخفض إلى نحو 80% بعد 4 أشهر، حسبما أفادت الدراسة في التقرير الأسبوعي للإصابة بالأمراض والوفيات. وأثار هذا الانخفاض الطفيف في مستوى الحماية قلق بعض العلماء، بما في ذلك سارة تارتوف، عالمة الأوبئة في Kaiser Permanente في باسادينا، كاليفورنيا، التي قالت: "هناك دليل على أن الحماية من المرض الشديد قد تنخفض مع مرور الوقت ضد (أوميكرون)". وأضافت: "بالنسبة للأشخاص الأصحاء الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا أو نحو ذلك، قد لا تتسبب هذه الحماية المتضائلة في مشكلة كبيرة؛ لأن لديهم مخاطر منخفضة نسبيًا لدخول المستشفى، ومن المرجح أن يساعد التعزيز الإضافي في توسيع الحماية ضد الأمراض الشديدة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، أو الذين يعانون من مشاكل صحية، أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة". ويقول أكيكو إيواساكي، اختصاصي المناعة في جامعة ييل: "من المرجح أن يكون هؤلاء الأشخاص هم المجموعة الأولى التي تحتاج إلى جرعة معززة أخرى، حيث إن استجابتهم المناعية ليست قوية مثل الشاب السليم". وأضاف أن "العلماء لا يعرفون حتى الآن متى سيحتاج هؤلاء الأشخاص إلى تلك الجرعة الإضافية، وهذا يعتمد على مدى سرعة تضاؤل المناعة، لذلك علينا الانتظار لنرى"، وهو ما أقرته إدارة الغذاء والدواء، حيث صرح الدكتور بيتر ماركس، من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لصحيفة "نيويورك تايمز" قائلا: "ببساطة، ليس لدينا بيانات كافية لنعلم أنه أمر جيد". وبحسب الموقع، فقد بدأت العديد من البلدان في تطعيم مواطنيها بالجرعة الرابعة، وبدأت السويد، يوم الثلاثاء الماضي، في تقديم جرعة إضافية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا، والذين يعيشون في دور رعاية المسنين. كما تقدم تشيلي الآن جرعة رابعة لأي شخص يزيد عمره عن 55 عامًا، تلقى جرعته الثالثة منذ أكثر من 5 أشهر، كما سمحت إسرائيل بالجرعة الرابعة للبالغين فوق سن 60 وأي شخص بالغ يعاني من ظروف صحية. وتقول ريجيف يوشاي، من مركز شيبا الطبي: "من المحتمل أن يكون الحصول على جرعة رابعة مهمًا فقط للفئات الضعيفة من السكان الذين يحتاجون إلى هذه الحماية الإضافية. وبشكل عام، أوصي بتلقي أي حماية ممكنة".