ينطلق مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن لعام 2022 بشكل فعلي، غدا الجمعة، بعد نحو عامين من آخر انعقاد فعلي للمؤتمر وليس افتراضيا بسبب جائحة كورونا. و يأتي المؤتمر في وقت تشهد العديد من الملفات السياسية والدفاعية على الساحة العالمية تطورات سريعة تشمل تداعيات كورونا وأزمات المناخ والطاقة ووضع الصين عالميا، كما يطرح تساؤلات حول بنية النظم الأمنية. وتضاف إلى ذلك المباحثات مع إيران حول الاتفاق النووي والتوتر بين روسيا وأوكرانيا، والمحادثات الأوروبية الأمريكية المستمرة لاحتواء هذا التوتر. ويقول الموقع الرسمي للمؤتمر، إنه سيشارك في نسخة هذا العام عدد كبير من المسؤولين الحكوميين والمنظمات الدولية، أبرزهم والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إلى جانب وزراء الخارجية والدفاع من عدة دول أبرزها الولاياتالمتحدة والسعودية وإيران والإمارات والبحرين وألمانيا وتركيا وإسرائيل وقطر وإيطاليا وفرنسا واليونان. وينعقد المؤتمر هذا العام دون مشاركة روسيا رغم أن التوترات بين روسيا وأوكرانيا ستحتل مساحة كبيرة من النقاشات في المؤتمر. ورغم توجيه دعوة للمسؤولين الروس، إلا أن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قالت الأسبوع الماضي، إن "الحكومة الروسية لن تشارك في المؤتمر بأي ممثلين لأسباب مختلفة، وقالت إن المؤتمر الذي يجمع خبراء السياسية الأمنية في العالم فقد موضوعيته". وقال رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن فولجانج إشينجر، خلال مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، إنه "وجه الدعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وإلى نائب رئيس مجلس الأمن دميتري مدفيديف"، مضيفا: "لكن لسوء الحظ تم رفض ذلك". وتم نشر تقرير المؤتمر لعام 2022، قبل عدة أيام تحت عنوان "التغلب على العجز"، وهو تقرير يصف شعورا جماعيا بالعجز لدى بعض الدول والمجتمعات أمام التحديات الكبيرة التي واجهها العالم خاصة في عام 2020 بعد اندلاع جائحة كورونا. وأوضح التقرير أن عام 2021 لم يكن عاما للتفاؤل، حيث هيمنت أزمة جديدة على العالم كل شهر ما ضاعف من الشعور بالعجز أمام هذه الأزمات. ولفت التقرير إلى أن أزمات، مثل فشل الولاياتالمتحدة وحلفائها وانسحابها من أفغانستان في عام 2021، طرحت تساؤلات حول قدرة الغرب على بناء هياكل وتشريعات لتعزيز الاستقرار في مناطق أخرى من العالم. ومن المقرر أن تنعقد فعاليات المؤتمر في الفترة من 18 إلى 20 فبراير في ميونيخ، ولكن بمشاركة عدد أقل من الضيوف والصحفيين والوفود الرسمية لضمان الإجراءات الاحترازية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد. ومن المقرر أن تسلم إدارة المؤتمر خلال فعالياته من الرئيس الحالي فولغانغ إشينغر إلى مستشار ميركل السابق في العلاقات الأمنية والخارجية كريستوف هيوسجن.