ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أمس السبت، أن عشرات الأطفال هم من بين مئات المواطنين البريطانيين المحاصرين في أفغانستان ويخشون من نظام طالبان بعد سيطرته على الحكم. وعبر عائلات البريطانيين العالقين في أفغانستان، لصحيفة "ديلي ميل" عن شعورهم بأنهم "منبوذين"، وجاء ذلك بعد اتهام الحكومة الأسبوع الماضي بإعطاء الأولوية لإجلاء الحيوانات من أفغانستان وترك المئات من الأفغان الذين عملوا لمصلحة بريطانيا وراء ظهورهم. وقال رجل يعيش في بريطانيا منذ عام 1999، ولكنه عاد إلى أفغانستان الصيف الماضي بعد وفاة والدته، قبل التقدم السريع لطالبان: "إذا حدث أي شيء لي ولعائلتي، ستكون الحكومة البريطانية مسؤولة عن ذلك". وأضاف: "بعد توقف عمليات الإجلاء، تم إنقاذ العديد من الأشخاص من قبل حكوماتهم، بما في ذلك الولاياتالمتحدة وكندا، وتم إجلاء شقيق زوجتي من قبل المسؤولين الأوكرانيين، لكن بريطانيا تركت مواطنيها وراء ظهرها". ويعتقد الخبراء أن هناك حوالي 350 بريطانيا في أفغانستان، على الرغم من أن وزارة الخارجية تقول إنه ليس لديها رقم دقيق لعدد العالقين في أفغانستان. وقال النائب عن حزب المحافظين جوني ميرسر: "من الممكن الإشادة بجهود الجيش في إجراء عملية إجلاء بالغة الصعوبة". وأضاف: "لكن عدم أكتراث الوزراء بالاستنجداد المتكرر للعالقين في أفغانستان بسبب عدم تسليط الضوء عليها، أمر مخجل". وشهدت عملية إجلاء الرعايا البريطانيين من أفغانستان، نقل 5000 بريطاني و 8000 مواطن أفغاني جوا من كابول في أغسطس الماضي. واستخدمت دول أخرى، بما في ذلك فرنسا وألمانيا والولاياتالمتحدة، الرحلات الجوية المستأجرة من الخطوط الجوية القطرية لنقل مواطنيها من كابول بعد انتهاء الإجلاء العسكري. على النقيض من ذلك، قاومت بريطانيا إجلاء رعاياها بشكل جماعي بهذه الطريقة، وبدلا من ذلك نصحتهم بالقيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى باكستان أو إيران للسفر على متن رحلة تجارية. وكشفت لجنة برلمانية بريطانية، الخميس الماضي،عن رسائل إلكترونية مسربة تشير إلي أن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، فضل إجلاء حيوانات تتبع مؤسسة خيرية بريطانية في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على السلطة في أغسطس الماضي، بينما ترك الأفغان الذين عملوا لصالح بريطانيا وراء ظهره. وأوضحت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن نشر رسائل البريد الإلكتروني من قبل اللجنة البرلمانية جعل مصداقية جونسون موضع شك، وتشير إلي أنه قد كذب على الرأي العام، حيثأنه سبق وأن نفي تلك الأنباء ووصفها بأنها ادعاءات، كما أن الكشف عن هذه الرسائل يأتي في وقت يواجه فيه جونسون بالفعل اتهامات بتضليل البرلمان بعد حضوره حفل في داوينج ستريت وخرقه قواعد الإغلاق الخاصة بمكافحة فيروس كورونا. ومنذ شهور تم تداول بعض المعلومات حول استخدام الموارد الحيوية لإنقاذ الحيوانات بدلا من الأشخاص، بناء على طلب جونسون، بعدما نشر وزير الدفاع البريطاني تغريدات حول هذه القضية في أغسطس الماضي، ثم شهادة مكتوبة من موظف سابق في وزارة الخارجية البريطانية، الذي كشف بالتفصيل جهود الإخلاء "المختلة" و "الفوضوية" في بريطانيا.